عندما يغرد الابداع مع وجود الالم

كم هي عدد المرات التي تراودنا فيها
تلك الرغبة الملحة في الإنجاز وأي إنجاز
إنجاز قد اختلط بحب الابداع والتميز
حب الابتكار والتألق
حب تخليد اسم يظل يلمع في الأفق
فنجد الألم واقفاً أمامنا
فنتساءل
تُرى عندما يغرد الإبداع داخل
قفص الألم من يطلق سراحه ؟
ولكننا ما نفتأ نُجيب سريعاً
مهما كان الألم ومهما كانت العقبات
لن تقف أبداً في طريق من لديه
الطموح والإصرار
فعندما يغرد الإبداع مع وجود الألم
لن يتعثر بالحجارة
بل سيجمعها ويبني بها سلماً
يصعد به نحو النجاح .

تعتبر الموهبة
مجموعة من السمات الكامنة لدى الإنسان
والتي تؤهله للقيام بمجموعة من المهارات
بمستوى متميز وإبداعي
يختلف عن أقرانه .
ولهذه الموهبة أبعاد وراثية
يكتسبها الشخص عن والديه
إلا أن للجانب البيئي دوراً هاماً جداً
في صقل هذه الموهبة وتنميتها
والنبش في ثناياها لإخراجها إلى السطح

عندما نقول " الشخص "
نقصد به سواء كان معاقاً أو غير معاق
فهو يمتلك الموهبة
والقدرات الإبداعية الكامنة
بغض النظر عن جوانب القصور
في قدراته الجسدية أو الحسية .
فكما أسلف :
مهما كان الألم ومهما كانت العقبات
لن تقف أبداً في طريق من لديه
الطموح والإصرار

لقد رأينا في مجتمعنا أمثلة كثيرة
أثبتت وجودها رغم الألم ورغم العقبات
بل أن أغلب المميزين
وكثير من العلماء والمبدعين
خرجوا من بين آهات الألم والفقر والمرض .
وإن من ابتلاهم الله بمرض ما
أو تعرضوا لضائقة وأزمات
قد يراها الكثيرون أنها عقبات لنجاحهم
لكنهم بقوة الإيمان والتوكل على الله
والثقة به ومن ثم الجدّ والمثابرة
وحب التحدي في بحر التحديات
وصلوا لغاياتهم .

إنها قوة الإرادة مع وجود الألم
هي الدافع
لتخطي الألم وعبور جبال من الألم
إنها العزيمة إنها حب المغامرة
هي الفاصل بين الجد والكسل
إن للإبداع والتميز أيدي خفية
تُحرك وتبحث في روح من قد وُجدت لديه
هي نعمة وكنز قد منَّ الله وميزه بها عمَّن سواه
فمهما كبلته وقيدته الأجساد المليئة
بالألم والأهات والمرض وحاولت إعاقته
فلا شيء يقف عثرةً في طريقه.
لأن المبدعين والمميزين حقاً
هم من جعلوا من إعاقاتهم وآلامهم
دافعاً لإبداعتهم
ونحتوا أسمائهم لتبقى خلفهم
عندما تُدفن أجسادهم .
فكم من صحيح الجسد لم يبقَ له ذكر
وكم من عليل الجسد أقام عزا

لابد لنا أن نؤمن يقدراتنا وطاقاتنا
مهما بلغت آلامنا
ومع نضال المرء عبر مسيرة الحياة
سيشعر بالسعادة غير المشروطة
التي لا تتحقق إلا عندما
يجد أشياء يسعد بها
ويكون شاكراً من أجلها
مع أن حياته ليست كاملة من كل النواحي
و يدرك حينها
أن الألم والكفاح جزء طبيعي
من الإجراء الإبداعي .
أسرى المصائب الراهنة
وعبيد لحظتهم الحالية العصيبة
الذين لاينظرون أبعد منها
ولاينتظرون بعدها فرجا
هم أتعس الناس حياة وأكثرهم شقاء
هؤلاء يجزعون كلما
جرت السفن بغير مايشتهون
ويهرعون كلما
ألمت بهم مصيبة وكأنها ستكون القاضية
وينسون أن مع العسر يسرا
وأن الفرج يأتي بعد الشدة
وأن دوم الحال من المحال
وأن الدنيا دول والأيام حبلى
وأنه لاييأس من روح الله ورحمته
إلا القوم الفاسقون
المنح الكبرى لاتأتي إلا بعد المحن الشديدة

تخرج الطاقات الكامنة
فتظهر قدرة الإنسان الحقيقية
وتعوده الجد بعد أن تعود الكسل
والنشاط بعد الخمول
والعمل لدين الله
بعد أن أخذت الدنيا مجامع قلبه
قد ينظر الإنسان إلى الظواهر ويترك البواطن
فينظر إلى آلام المخاض وينسى فرحة الميلاد
إن الذهب حينما يستخرج خاماً
لابد أن يوضع في النار
حتى ينقى من الشوائب ويصير ذا قيمة
كذلك تفعل المحن بالمسلم
قال تعالى :
{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}
فمن المحن تأتى المنح

» عندما تشتاق لشخص لم يعد له وجود
» ليس الالم في رحيل من تحب... ولكن الالم في رحيل ارواحنا معهم
» الابداع كيف ؟؟
» الابداع الفرنسى
» محمد العزاوي .. قمة الابداع