قصة معاناة شاب بالغربة وكثيرا ماتحدث

هذه
القصة هي قصة حقيقية ولكن ليست بحذافيرها وذلك حرصا على مشاعر صاحبها :
أ .
ش : شاب في مقتبل العمر لطالما حلم بالسفر خارج موطنه ولطالما ظل السفر
هاجسا يقد مضجعه الى ان اتت الفرصة وكان السفر .
ذهب أ ش مع رفقة له
الى احدى الدول العربية للعمل في احد المطاعم تاركا ورائه اهله وأحبائه
واصدقائه على زعم ان هذه هي الفرصة الذهبية التي لا تعوض اذا ما ذهبت
وبالفعل باشر أ ش بالعمل هناك مدة لا بأس بها الى ان اتى ذاك اليوم المشؤوم
حيث انه وفي احد ايام العمل اتى رجل مع رفاقه الى المطعم ذاته وقام
بمناداة أ ش الى طاولته ولكن بلغة لايمكن لانسان تقبلها بأي صيغة من الصيغ
حيث قال له : هيه هيه انت وأشار باصبعه السبابة ان ياتي لتلبية طلبه , الا
ان أ ش لم يعره اي اهتام وذلك ليتحاشى اي استفزاز او اي صدام بينه وبين
الرجل فأعاد الرجل الكرة ولكن بصيغة أشد اهانة وقسوة مجحفة بحق أ ش فقام
بتلبية طلبه وسائلا اياه تفضل ماهو طلبك ؟ فقال الرجل : املا لي الكأس ,
فقال له انا اسف انه ليس بعملي احتدم الحوار بينهما وبقي أ ش على موقفه
مصرا عليه فما بدا من ذاك الرجل الا ان هدد أ ش وتمر الايام والليالي وتكثر
الاحلام في رأس الشاب وفي احد الايام وبينما هو واقف بجانب الكاشير اتى
ذات الرجل وقال له هل من الممكن ان نتحدث على انفراد فقال الشاب لا مانع
لدي خرجا الى المدخل الجانبي فما اتى من الرجل الا ان صفعه صفعة قوية وقام
بشتمه دون ان يعلم الشاب فحوى الموضوع ثارت ثورة الشاب وتهيج غضبه وكاد ان
يرد الصاع صاعين للرجل لولا تدخل احد الشبان بينهما فقام بابعاد الشاب خارج
المطعم فخرج الشاب دون دراية او علم عن سبب صفع الرجل له , دخل أ ش الى
غرفته وفتح كمبيوتره المحمول وبدأ بتصفح النت مع ورود اتصال هاتفي من زميل
له يقول له اذهب بعيدا فهناك عدة اشخاص وفي أعينهم الشر يضمرونه لك ارجوك
غادر الان الى ان تهدأ الاوضاع وفعلا استقل الشاب تكسي اجرة وذهب الى احد
رفاقه الذين قدموا معه من بلده يعمل في مكان ناء من مكان عمله لم تتجاوز
مدة جلوسه الساعة واذ بهاتفه الخليوي يرن اجاب الشاب المكالمة واذ به رئيسه
في العمل يقول له يا { أ } ان الرجل قام بشكوتك الى الشرطة وانا محجوز
هناك الى ان تسلم نفسك فأجابه الشاب لا تقلق اني قادم اليك وما انا بخائف
لانني لم اصنع شيئا معيبا .
ذهب الشاب الى مركز الشرطة واذ برجل يقف
امام المركز ويقول له : اين اقامتك ايها { @} اعطاه الشاب الاقامة وما بدر
من ذاك الرجل الا ان بدأ بضربه دونما رحمة جاررا اياه الى الداخل واذا
بالرجل ذاته واقفا يتفرج كيف يهان الشاب في قسم الشرطة مع العلم ان قانون
تلك الدولة التي ويا الاسف عربية يمنع الضرب في اقسام الشرطة والمتهم بري
حتى تثبت ادانته وهذا قانون عام , الااننا امام شاب لايعرف ماهي تهمته ولا
لماذا استدعي الى القسم او لماذا يضرب بقسوة ووحشية من قبل رجال الامن هناك
ادخل الشاب الى قسم التحقيق وهناك قام المحقق باستجوابه ومحاولة استدراجه
بالكلام دون ان يعلمه ماهي قضيته واتى بطفلة عمرها 6 سنوات تقريبا وقال لها
اهذا هو الشاب ؟ فلم تجب الطفلة فقال له الشاب ارجوك قل لي ما هي قضيتي
وما دخل هذه الطفلة بالموضوع فلم يجب المحقق وقام بمسكه من شعره جارا اياه
على الارض وهو مصفد اليدين والارجل وكانه يجر شاة الى نحرها , وعند باب
الزنزانة راى الشاب الرجل ومعه شخص اخر فقال له الشاب اما تخاف الله ماذا
صنعت لك حتى القى كل هذا حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
لم
تؤثر هذه الكلمات في الرجل بل زادته وحشية وقسوة ولؤم فأمسك برأس الشاب
وبدأ يطرقه بباب الزنزانة حتى فقد الشاب وعيه امام اعين رجال الشرطة , افاق
الشاب على وعاء من الماء تدفق على جسده والكثير من اللطم والرفس وبقي ممدا
على الارض الجرداء بساطه الارض الباردة وغطاءه السماء الشاسعة وامله
الكبير برحمة ربه التي هو مؤمن بها والتي وسعت كل شيء .
وبعد شهر
ونيف عرض على القاضي الذي سأله هل قبلت الفتاة الصغيرة يا بني ؟ وهنا عرف
الشاب مكيدة ذاك الرجل التي دبرها له , فسرد الشاب القصة كاملة للقاضي بصدق
قرأه القاضي في عيني الشاب , فقال القاضي للشاب اذهب يا بني وان شاء الله
غدا او بعد غد سوف ياتي امر الافراج عنك , اغرورت عينا الشاب بالدموع وقال
الحمد لله رب العالمين وادامك الله يا سيدي القاضي , عاد الشاب الى
الزنزانة وقلبه يكاد يقفز من جنبيه من شدة الفرح , اليوم الاول والثاني
والثالث ووووووووو الاسبوع ولم يصدر امر الافراج ,ونادى منادي من العسكر { أ
} لديك محكمة , فرح الشاب جدا وذهب برفقة العسكري الى غرفة القاضي فقال له
القاضي يا بني لقد حكمتك على ذمة الرجل المدعي . فأجابه الشاب ارجوك يا
سيدي القاضي احكمني على ذمتك على الشريعة الاسلامية , فقال له القاضي ارجوك
يا بني ارجوك لا تزد من همي هما فوقه واذا لم يعجبك الحكم يمكنك ان ترفضه
وترفعه الى لجنة عليا .
قال الشاب للقاضي : حسبي الله ونعم الوكيل
في كل من ظلمني اتعاقبونني على شيء لم تقترفه يداي أين العدل اين الشريعة
الاسلامية حسبي الله ونعم الوكيل .
وبقي الشاب في السجن مدة الحكم
وزادت عشرون يوما وبعد ان انقضت فترة الحكم وخرج الشاب من السجن وبعد الضرب
والاهانة التي تعرض لها على ايدي رجال الامن والرجل الباغي المفتري
وعلامات الضرب تركت اثرا على جسده لتكون شاهدة على الظلم الذي تعرض له
الشاب في قضية احيكت خيوطها بخبث من صنع مساعدي ابليس من الانس , خرج الشاب
وهو واضع نصب عينيه العودة الى موطنه ولكن هل يعود بهذه البساطة فهناك
اجراءات لابد القيام بها حتى يستطيع العودةو ولا بد له من تعويض ما خسره في
تلك الفترة ,اه والف اه ما أصعب الغربة في غياب العدل وما أصعب الغربة في
غياب السند وما أصعبها حينما تفرض علينا ولا خيار امامنا ..
ومن حلم
السفر الى حلم العودة الى وطنه عانى الشاب كثيرا حتى اتت اللحظة التي اصبح
فيها قادرا على العودة الى دياره وفعلا عاد الى الوطن وقلبه مفطور مما حدث
له في تلك البلد فقد أضاع سنوات من عمره وأضاع المال الذي كان قد ادخره
والكثير من الاحلام الوردية التي كان قد تركها ورائه وعاد وحيدا لايفكر سوى
بتقبيل يدا ابويه ويشم رائحة تراب قريته الصغيرة .
{ اللهم ارنا
الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطللا وارزقنا اجتنابه .. اللهم
لاسهل الا ما جعلته سهلا فانك تجعل الحزن ان شئت سهلا وصلِ اللهم على اسعد
خلقك النبي الامي محمد وعلى آله وصبحه يارب وسلم .}.
وسوف اقص عليكم ان شاء الله شعور الشاب في اللحظة الاولى عندما وطأت قدمه ارض الوطن .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسيرة الاحزان
شكرا لمرورك
نورتي متصفحي