فوائد الصمت في العلاج النفسي

فوائد الصمت في العلاج النفسي




نبدأ باسم الله

نعيش في محيط ممتلئ بالضجيج وسيولة الكلام وجزالة اللغة حتى أصبح الكلام صخب مزعج

متنافر وغير سائغ..وهذا مبادئ الرؤية الثرثرية ..فالثرثار يثرثر دون
أن يلقى بالاً لعظمة الكلام...و العاقل المكلف يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه

وكلنا نعلم أن هناك أنواع للثرثرة..منها:

1- ثرثرة باللسان

2- ثرثرة بالعقل

3- ثرثرة بالكتابة

والثرثرة لها أثر على النفس..كالظلام الدامس يخيم على العقل..فالعقل يتابع سير النفس
ويبحث عن عن مأوى يقي من شر الكلام الجارح حتى ينجيه من الزلة

والإنسان الثرثار إنسان جائع بل يتضور جوعاً فيتكلم فيما لا طائل منه..يجره إلى المصائب إذا
لم يحسن فن الكلام وينتقي أفضل الألفاظ..فلا شك الثرثار كالليل البهيم وحامل سلاح حتفه

ومما قيل من الشعر:

احفظ لسانك أيها الإنسان...لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه...كانت تهاب لقاءه الشجعان

ولكن مقابل الثرثرة الصمت

ما الذي يجعل الصمت هو المطلوب في الفلسفية الشرقية...بعكس الفلسفة الغربية

التي نجدها تجرى وراء الحقيقة بلهاث طويل ولا تستطيع تلك الذات الغربية
الصاخبة أن تتوحد مع العالم وتصمت

ماالذي يوحي بالصمت

الرهبة..الخوف..التوقير..الهدوء الغموض العمق..التأمل والتفكير

كل هذه مفردات تدخلك إلى عالم الصمت الثري الخلاب..فالصمت حنين لا حدود
له للعودة إلى حالة توحد هادئة مع الذات والطبيعة
إلى التحول من المتكلم إلى الاستماع
من الفم إلى الأذن

هناك تأريخ طويل من الاحتفاء بالصمت في الأديان والفلسفات

الصمت هو التطهر والاسترخاء

تخبرنا الأديان السماوية أن الوعد الإلهي بالنبوة لمن اختارهم من عباده يبدأ
بــ مرحلة محنة واختبار يعقبها صمت هو بمثابة بطاقة روحية ثم تبدأ دعوة البشر
إلى التعاليم الدينية وكأن الصمت هو مفتاح الروح والتطهر

وفي حديث منسوب لــ رسول الله صلى الله عليه وسلم" الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها
في الصمت..وواحد في العزلة
والصيام في جوهرة الصمت عن معصية الله
وفي موروثات" الصمت أرفع العبادات" و" أن العبد ليصمت فتجتمع له لبه"
و" طول الصمت مفتاح العبادة"
يقول الزاهد ابراهيم بن أدهم:"الكلمة إذا قلتها ملكتني وإذا لم أقلها ملكتها"

لذا فكل من يعاني من حالة نفسية مضطربة عليه بالصمت ولا يتكلم مع نفسه
بل يتأمل وينظـر ولو قليلاً إلى الطبيعة وإلى مخلوقات الله حتى يستمد
لـ نفسه الهدوء والعمق



وأغلب علماء النفس ينصحون

للمكتئب

المتوتر

فاقد الرغبة بالحياة والعمل

من يعاني اضطرابات بالنوم

فاقد السيطرة على ذاته بسبب العصبية

كل هؤلاء ينصح بالصمت والاسترخاء التام
فالصمت هو الاسترخاء

فيجب أن يختلي بنفسه ولا يثرثر مع ذاته
بل يطيل السكوت والتأمل..حتى يستعيد مفاتيح السعادة الذاتية

وليس هناك أفضل من الطب النبوي..والذي نرى كيف نتعلم الصمت ببساطته
و يكفي للإنسان أن يختلي بنفسه فترة صباحية ومسائية يكون صامت ويتأمل بهدوء
لــ يلملم أموره وأحاسيسه المتفرقه..ويعيد السيطرة على زمام حياته



من فوائد الصمت

1- يحسن الذاكرة

2- يقلل من حدة الاكتئاب

3- حسن النوم

4- يحسن من أداء في العمل والحياة

5- يخفض نسبة التوتر

6- يقلل من الشعور بالخوف والندم

و أخيراً حسبنا من حديث رسولنا الكريم" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فــ ليقل خيراً أو ليصمت

بارك الله فيك
عالوضوع الجميل
تسلم ايديك