أُقَبْلْ تِلْكَ الجُوْرِيَةْ التِـيْ ذَبُلَتْ فِـيْ أَحْضَانْ نَافِذَتِيْ ..
ذَهْبَتْ رَآِئَحَتُهَا وَلَـمْ يَبْقَـىَ إِلاَ أَنِيْنَاً يَفُوْحْ فِيْ أَرْجَاَءْ غُرْفَتِيْ ..
وَاَفْتَح سَتَائِرِيْ لَعَلِـيْ أَرَىَ شَمْسـاً صَبَاحِيْةَ تَنْسَابْ أَشِعَتِهَا إِلَيْ ..
وَتَقْتُلْ مَكَامِنْ الحُزْنْ الوَلِيْدْ فِيْ أَعْمَاقِـيْ ...
وَتُشَذْبْ بَرَاوِيْزَ اليَـأْس المَزْرُوْعَـة بَيْنَ أَحْدَاقِـيْ ...
أَجُرْ حُزْنِـيْ خَلْفِيْ فِي حَقـيْبَةْ م‘ ـصْفُوفاً ...
وَبِإَناَقَتِهـ يَتَبَخْتَرْ مُعَلْقَاً بِخَطَوَاتِـيْ ...
تَتَنَاسَلْ الدُمُوْعْ لِتُطْفِئْ ظَمَأْ الطَريِقْ المُعَبْدْ بِالوَجَعْ ...
كَغَيْمٍ حَائِرٍ بَـيْنَ الفُصُوْلْ ..
لاَرَفِيـقَ لِـيْ إِلاَ الظِلْ ... و دُمُوعَاً تَتَراقَصُ علَىْ حَافْةِ أَحْدَاقِـي ...
وَصَرِيْرْ الحَقِيِبَةْ ... وَالسْرَآبْ المَجْهُولْ ...
نُبْحِرُ مَعَاً فِي ع‘ ـبَابِ الغِيَابْ ...
طَآلَمـا رَدَدْتْ :
سَئِـمَ صَدْرِيْ مِـنْ حُزْنٍ تَمَرَغَ فِيـِه ...
وَمِنْ دَمْعٍ وَجَدْ الطَرِيقَ إلَـىْ جِفْنَيْ ...
أَبْكـِيْ ...
وَكَيْفَ لِـيْ أَنْ لاَ أَبْكِي وَالدَمْعُ م‘ ـخْلُوقَاً لِيُزَيْنَ عَيْنَـايْ ...؟؟؟
إِكْتَسَتَاْ هُمـا بِلَوْنِ السَوَآدْ ...
كَيْفَ لاَ أَبْكِيْ وَأنَا اَشْعُر بِقسْوَة الحُزْن وَهوَ يَتَغَلْغَلْ فِـي عُ ـرُوقِي ...
فَهُـو كَالَدمِ لِي ...
بَعْد أَنْ تَهيَأتْ لـهُ شَرايِيِنْ حَياتِـيْ كَمَمَرْ ...
يَسْـلُك مِنْهاَ لِمَا تَبَقَـى مِـنْ رُفَاتِيْ ...
تَزُوْر العَصَافِيرْ مَضْجَعِيْ ... يُنْقِضْ صَوْتَهَا خُشُوْعِـيْ ...
وَالرِيحْ المُخاَدِعَة تَغْزُو مَوَاطِنْ السَكُوْن فِـيْ نَفْسِـي المُتْعَبَة ...
قَـآسِيَة هِـيَ كَالْمَوْتْ ...
وَعَلَىْ حَافْةِ التَرَدُدْ اتَخَبْطْ كَنَـهْرٍ فَـقَدَ صَوَابَهْ ...
أَمَا الآنْ :
أَصْبَحْتُ أَعْشَقْ الحُزْنْ حَدْ التَجَمُدْ ...
هُوَ يُزَلْزِلْ كَيَـانْ الحَرْفَ فِيِنِيْ ...
وَلَوْلاَهْ مَاآنْجَرَفَ م‘ ـنِيْ سَيْلُ الكِتَابَةْ ...
هُـوَ مُلْهِمِيْ .. بِـهِ أُرَوِضْ مَاتَبَقىَا مِنْ جُذُوْرِيْ ...
كَـيْ لاَتَتَرَبْصُ بِهَا اَوْجَاعٌ مُخَضْبَةْ بِشَهْوَةِ المُوْتْ ...
شِـفَتَاهـ نَخَرَت وَجْنَتَيِ ...
اَصْبَحْت آعْشَقَه ... بَـلْ أَشْعُر بِالشَغَفْ تِجَاهَهـ ...
أَتَعْلَمُونْ لِمَـاذَا ؟؟؟
لأَنِيْ اَرْتَضَعْتَه طِفْلَا ... وَلَمْ اَحْظَى بِفُرْصَة الفِطَامْ مِنْهـ ...
فَكَبُرْت بِإْرتِوَآئِة ... وَلَيسَ بِوِسْعِي سِوَى الأِرْتِمَاءْ فِي دِفءْ أَحْضَانِهـ ...
كَفُ أَوْجَاعِهـ مَسَحَتْ عَلىا رَأْسيِ ...
أثَمَلَنِي حَتىا أَدْمَنْتهْ ...
كُـلَ الهَمَسَاتْ والرَعَشَاتْ آمْتَزَجَت بِراَئِحَتِه ...
أَرَآنِي الوَحِيْدَة المُمْتَلِئَة بِهْ ...
وَلَيسَ لأَحَدٍ سِوَاي الحَقَ فِيْ عِ ـشْقِهـ ...
بِرَبِكُم ...
أَلاَ يسْتَحِق أَنْ آشْدُوْ بِـهِ عَلَىْ سُطُوْرِي ..؟؟
وَأَرْقُصُ طَرَبَاً عَلَىا أَنْغَامِهْ...
وَآترنَمْ وَأَنا أَكْتُبُ حُرُوَفَه ...
أَرَأيْتُمْ كَيْفَ اَعْشَقَةْ ..؟؟
كَعِشْقِي لِمَنْ سَكَـنَ ذَآتِيْ ...
أَيُهَـا الحُزْنْ ...
أَزِحِ النِقَابَ قَلـيِلاً .. وَلاَتوُصِدْ البَابَ ...
خ ـذْنِيْ مَعَـكْ كَمَا أَنَا ...
فَأَنَـا أَنْتَ وَأنَتَ أَنَـا