أيهما أكثر فاعلية في تشكيل حياة الانسان
((العقل أم العاطفة ))
؟؟
الناس في هذا علي ثلاث انواع :
1_ منهم من يعيشون بعواطفهم .. هؤلاء هم الشعراء والمصورون , وهواة الفنون الجميلة , هؤلاء هم شهداء الوجد إذ يحرقون شمعة وجودهم من طرفيها كليهما ,
و
2_منهم من يعيشون بعقولهم .. هؤلاء هم رجال العلوم و السياسة , يسيرون في الحياة وكأن قلبهم قد صنع من الصلب ,
و
3_ منهم من يعيشون ببطونهم ..لا هم لكل منهم إلا أن يملأ جيبة وجوفه ,ولو قضي كل العالم ساهراً يتوجع ,هؤلاء هم الذين يضحكون وقلب روما يحترق .
,,,
ما أسعد الإنسان إذا توازنت عاطفته مع عقله .. ما أجمل العاطفه يلهمها العقل , وما أجمل العقل تلهمه العاطفة .
فالعاطفة المهذبة هي النار التي تفيض علي العقل نوراً وإلهاماً , هي
السلاح اللامع الذي يرهف العقل إذا ماخمدت حدته , وجمد ذكاؤه , هيا
الطائر الذي يغرد لنا تغريد الظفر والسرور ,فيفعم ايامنا بالسعادة , ويخلع
علي ليالينا هناء ونعيماً .هي الاجنحة التي يسمو بها الانسان إلي العالم العلوي ليعود إلي الأرض ومعه الإلهام والأفكار .
ولكن
ما أتعس العاطفة ,إذا ماتنازعت مع العقل , فهي اللهيب الذي يحرق كل
فضيلة في النفس , وهي السكين الحاد الذي يقطع كل صلة بين الإنسان والسماء ,فيهوي من مرتبة البشر .
,,,,
ماهي مظاهر العاطفة ؟؟
العاطفة في مظهرها المثلث
1_ عاطفة حائرة , 2_ عاطفة ثائرة ,3_ عاطفة فاجرة
حيث أن أول مظهر تتخذه العاطفة في قلب الشباب هو الحيرة , عندما يبلغ دوراً معيناً في الحياة , يشعر نفسه أن إحساساً جديداً يجيش في صدره ,
إذ يحس بفراغ عظيم لا يقوي علي التعبير عنه إلا بالكآبه العميقة الصامته ,هذه هيا العاطفه الحائرة وما استقرت بعد , ينسج العنكبوت
خيوطه ويلقيها في الفضاء حائرة مضطربة , لتلتقي بهدف ثابت ,تستند عليه , وتنبت النبتة الضعيفة من الأرض , فترسلها الحياة عوداً ضعيفاً ,
مرتجفاً , حتي تستند إلي شجرة مجاورة , أو تلتف حول قطعة من الخشب . كذلك تنشأ هذه العاطفة في الشباب , منتظرة يوماً تلتقي فيه بعاطفه
تمازجها وتمتزج بها ,
إن هذه العاطفة الحائرة اذا استسلم الانسان لقيادتها , ولم يحسن ترويضها أصبحت ثائرة , هنا ينشأ النزاع بين العاطفة , وبين العقل ,ويحتدم الصراع في معركة حامية .
هنا معركة الأخلاق الفاصلة الهائلة ,إما ان تنتهي بالظفر أو تهوي بالنفس
..
بعد بلوغ هذه المرحلة الثانية , تدخل العاطفة في مرحلتها الأخيرة فتتبلور
وتتحجر حتي تصير عاطفة فاجرة ,ارأيت الجواد الجامح , وقد استهوته الريح , فانطلق لا يبالي بصخر يتعصر فيه , ولا يحقر ترديه ؟كذلك تسمي
العاطفة الثائرة ,وقد قطعت كل قيود , فجنحت عن جادة الحق , وجمعت إلي الإثم والفجور .. هنا يمسي النور زمام الانسان ظلاماً , ويصبح الظلام له
نوراً – هنا يصير المر للأنسان حلواً والحلو مراً .
هنا يكون الإنسان للعاطفة الفاجرة عبداً
,,,,
,,
ماهي مظاهر العقل الذي يسود العاطفة ؟؟
العقل السليم يهذب العاطفة , ويغلبها , ويكسبها ...
فإذا ماهيمن العقل السليم يهذب العاطفة وهي حائرة , استطاع العقل بنور
المعرفة أن يهذبها , فالولد الصغير يري من بعيد كلباً رابضاً , فتثور فيه عاطفة الخوف منه , وسرعان مايمعن النظر في الكلب حتي يدرك انه تمثال
لكلب خشب , عندئذ يقترب منه هاشاً باشاً ,لأن نور عقله كان علماً مهذباً لعاطفته ,
علي العكس من ذلك قد يجد ذات الولد قنبلة , ويحسبها كرة فيمضي اليها
متهللاً , قاصداً أن يلعب ويتلاعب بها مدفوعاً إليها بعاطفة الشوق والرغبة , وسرعان ماينادي الحمي < حذار حذار _ هذه نار في شكل كرة
أو كرة من نار >> عندئذ يهرب منها الولد لأنه علم , فلابد من تعليم الشباب العلم الصحيح , لأننا بالجهل لا نستطيع أن نخدم الفضيلة , فالجهل رذيلة
وبالرذيله لا تخدم الفضيلة .
,,,,,,
بالعقل نسيطر علي العاطفة ؟؟
تقول العاطفة الان الان< .. (احييني اليوم وأمتني غداً) .
يقول لها العقل :> {غداً غداً يوم الحصاد فإذا اصرفت الان , قال لك الزمان في الصيف ضيعت الحصاد} .
تقول العاطفة : < ( هذه ضرورة واحكامها ),
فيقول العقل :> { انها يجب أن تضبط , وتحكم , وتقمع },
تقول العاطفة :<( لقد غلب الانسان وانتهي الأمر ,لا فائدة من الكفاح , فلقد جرب غيرك وفشل ),
يقول العقل :>{ كلا.. أفتكر افكاراً حسنة ,فعلي قدر ماتفتكر افكاراً صالحة, فالإرادة الصالحة تأتيك مختارة , علي قدر ماتريد ترجو , وعلي قدر ماتصل إلي الله تجد الله , ومتي وجدته كان لك قوة , وحياة فتفتكر بفكره , وتحكم بإرادته , وتحب بعاطفته فتنتصر }
,,,,,
وكيف بالعقل نكسب العاطفة ؟؟
إذا ماخذلت العاطفة بقوة العقل , اكتسبها لجانبه وأصبحت ربحاً حلالاً له ,
إذ ليست العاطفة شراً في ذاتها , إنما الشر في توجيهها إلي غير ماوضعت له .
فالعاطفة إذا ماهذبها العقل , وغلبها ,اكتسبها لنور البشرية وخيرها ,
والعقل لا يستطيع أن يصل بالانسان إلي نهاية الظفر .
نعم هناك من كان من الناس من كانوا جبابرة في العقول مثل نابليون ولورد
بايرون وماركس وغيرهم , إنما كان يعوزهم شئ واحد : اليقين بالله واللجوء إلي الله إذ يكون الله معه وبجانبه .
إذن لكم أن تقولوا نظفر بالعاطفة أولاً _ والعقل مهيمناً عليها , وفوق
العقل , الله المهيمن علي الجميع , فهو سبحانة الواحد الأحد الذي يريد للأنسان السعادة الدائمه .
..