بدأ الأطباء ينظرون لمرض هشاشة العظام
Osteoporosis
على
أنه مرض يمكن تفاديه، وليس مجرد نتيجة حتمية لكبر السن. وينتشرهذا المرض
بصورة كبيرة وسط النساء في سن انقطاع الدورة الشهرية، فنجد 50% من النساء
فوق سن الخمسين يصيبهن كسر نتيجة لهشاشة العظام، كما أن واحدة من كل خمس
سيدات مصابات بكسر في عظمة الحوض لا يعشن لأكثر من عام.
ما هو مرض هشاشة العظام؟عوامل تزيد فرص الإصابةالوقاية من هشاشة العظام
التشخيص والعلاجما هو مرض هشاشة العظام؟
تحتوي
عظامنا على 99% من كمية الكالسيوم الموجود بأجسامنا، ويوجد الباقي حرًّا
في دورتنا الدموية، وهذا الجزء الحر هام للغاية لوظائف عدة من أول انقباض
العضلات إلى عمل الأعصاب بشكل سليم إلى تجلط الدم.
ومصدر هذا الكالسيوم الحر هو تكسير العظام بشكل دوري عن طريق خلايا تسمى[ناقضات العظام
osteoclasts.
وتقوم خلايا أخرى تعرف بخلايا التعظم
osteoblasts
تقوم بإعادة بناء تلك العظام.
وتعد
دورة التكسير والبناء من الأهمية بمكان ليس فقط لإطلاق الكالسيوم في الدم،
ولكن أيضًا من أجل عملية النمو و إصلاح الأضرار التي تصيب العظام من
الإجهاد اليومي.
ففي سن الطفولة والمراهقة تتم عملية النمو وتزداد كثافة
العظام ويرتفع معدل البناء عن معدل التكسير، وفي العشرينيات من عمرنا
تزداد العظام كثافة حتى تصل إلى أعلى كثافة لها في سن الثلاثين. يحدث توازن
بين التكسير والبناء حتى سن الخمسين؛ حيث يبدأ معدل التكسير في ازدياد عن
معدل البناء تدريجيًّا؛ ليزداد سرعة بعد انقطاع الدورة الشهرية.
وهشاشة العظام مرض يسبب فقدانًا لكثافة العظام، وبالتالي تصبح هشَّة وقابلة للإصابة بالكسور عند أقل إجهاد.
وهي نوعان:
النوع
الأول ويكون معدل التحول فيه سريعا ويصيب هذا النوع النساء ما بين سن 50
إلى 75 بسبب الفقدان المفاجئ لهرمون الإستروجين والذي يتسبب في فقدان سريع
لكالسيوم العظام.النوع الثاني ويكون معدل التحول فيه بطيئا؛ حيث يزيد معدل
التكسير عن معدل البناء. وهذا النوع يصيب كبار السن من الجنسين، ويحدث في
جميع الناس بدرجات متفاوتة.يذكر هنا أن الشخص الذي لديه كثافة عظام عالية
من البداية لا يفقد غالبًا ما يكفي من كالسيوم ليصاب بهشاشة العظام. أما
الشخص الذي لديه كثافة عظام منخفضة فيصاب بهشاشة العظام سريعًا حتى لو لم
يفقد إلا اليسير من الكالسيوم.
عوامل تزيد فرص الإصابة
السن:
فكلما زاد سنك زادت فرصة الإصابة.
الأصل العرقي :
الأجناس
الآسيوية والبيضاء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الأجناس الأفريقية. ومع أن
الإصابة بالمرض متماثل ما بين نساء اليابان ونساء أمريكا فإن اليابانيات
أقل منهن إصابة بكسور عظمة الحوض، وربما يكون السبب في ذلك اعتياد السيدة
اليابانية القيام من وضع الجلوس على الأرض، مما يقوي عضلات الفخذ ومهارات
التوازن، وبالتالي يقلل من فرص الوقوع.
السجائر:
كثافة عظام المدخنين
أقل من غيرهم. كما أن التدخين يتسبب في تبكير سن اليأس ، مما يؤدي إلى
فقدان كميات هرمون الإستروجين المهمة أثناء فترة نمو العظام. كما أن
التدخين يقلل من امتصاص الجسم للكالسيوم، حتى بالنسبة لمن أقلع عن التدخين
يظل عرضة للين العظام بسبب تأثير التدخين في النمو الطبيعي للعظام في سن
البناء.شرب أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة يوميًّا.
الوزن القليل:
فصاحبات
الؤزن القلبل ليس لديهن ما يكفي من عضلات ودهون لحماية عظامهن، كما أنهن
يفقدن الكالسيوم وبالتالي تكون كثافة العظام لديهن أقل من المطلوب، كما
يصبحن أكثر عرضة للدخول مبكرا في سن اليأس ، وتأخير الدورة الشهرية مما
يفقدهن هرمون الإستروجين الهام لبناء العظام.
عوامل متعلقة بالتغذية:
نقص
الكالسيوم وفيتامين ( د ) يؤدي بطبيعة الحال إلى الإصابة بمرض هشاشة
العظام، كما أن نسبا عالية لفيتامين ( أ ) قد تسبب انخفاضًا في كثافة
العظام. بالإضافة إلى أن هناك نوعا من أنواع الدهون النباتية معروف باسم
n-6 PUFA
ويتواجد
في زيت عباد الشمس والوجبات السريعة يبطئ عملية نمو العظام. كما أن كميات
كبيرة من الصوديوم في الغذاء قد تعرض الإنسان لهشاشة العظام، بالإضافة إلى
الغذاء الذي ليس به ما يكفي من بروتين.
ممارسة الرياضة الزائدة عن الحد أو الأقل من اللازم:
فالنساء
الممارسات للرياضة الزائدة عن الحد يتعرضن لاضطراب في الدورة الشهرية،
وبالتالي تصبح نسب الإستروجين لديهن غير كافية لنمو العظام.
وعلى العكس
من ذلك فأن ممارسة الرياضة أقل من اللازم تنتج عضلات ضعيفة، لا تقوى على
حماية العظام.الاكتئاب: وينتج عنه نسب مرتفعة من الكوليسترول – هرمون الضغط
العصبي – والذي يتسبب في كثافة عظام منخفضة.قلة التعرض لأشعة الشمس:
والتي توفر لنا الفيتامين
( د ).
عوامل وراثية منها.
الشعر الشايب:
إذ
أثبتت الدراسات أن الذين يشيب بعض شعرهم في سن العشرين أو نصف شعرهم في سن
الأربعين عرضة للإصابة بلين العظام أكثر من غيرهم بأربع مرات. وقد يتعلق
السبب في ذلك بالتدخين الذي يتسبب في الشيب المبكر للشعر، وأيضًا بانخفاض
كثافة العظام.
بعض الأمراض:
مثل الأمراض الناتجة عن إدمان الخمور
وزيادة نشاط الغدة الدرقية وأمراض الكبد المزمنة والأسقربوط الناتج عن نقص
فيتامين ( ج ) والتهاب المفاصل الرثياني وسرطان الدم والمرض الليمفاوي
وأمراض الجهاز الهضمي وبعض الناس المصابين بحصوات الكلى.بعض الأدوية: ومنها
الكورتيكوستيرويدات المستخدمة لمدة طويلة،و نسب عالية من هرمون الدرقية،
وبعض الأدوية المضادة للتشنجات، وبعض الأدوية المضادة للحموضة التي تحتوي
على الألومنيوم، وبعض الأدوية المحبطة للمناعة، وبعض الأدوية المستخدمة
لعلاج
endometriosis
، ودواء الكولستيرامين المستخدم لتخفيض نسبة
الكوليسترول في الدم، وحبوب منع الحمل.وعلى عكس المتوقع فإن الحمل والرضاعة
لا يتسببان في مرض هشاشة العظام؛ إذ أن عملية تكوين العظام تبدأ لديهن فور
الانتهاء من رضاعة الطفل، أما النساء اللاتي لم ينجبن قط، فيعتبرن أكثر
عرضة لهشاشة العظام. الوقاية من هشاشة العظام
يعتبر الأطباء سن المراهقة
والعشرينيات من حياة أي امرأة مرحلة هامة جدًّا لبناء عظام سليمة وقوية،
ويعلمون الآن ما ينبغي على أي امرأة عمله لتفادي هذا المرض. كما أن أي
مرحلة من مراحل تدهور العظام يمكننا الآن إبطاؤها أو حتى عكسها من خلال:
ممارسة
الرياضة: فممارسة الرياضة هامة جدًّا من أجل إبطاء تقدم مرض هشاشة العظام.
ويفضل أن تبدأ النساء ممارسة الرياضة قبل سن المراهقة؛ حيث إن عملية بناء
العظام وزيادة كثافتها تبدأ عند البلوغ، وتكون في قمتها ما بين سن 20 – 30،
وأفضل أنواع الرياضة هي التي تمثل ضغطًا على العظام والعضلات مثل رياضة
الجري أو صعود السلم؛ لأنها تشجع الجسم على مقاومة الضغوط على العظام
بزيادة كثافتها بنسبة 2 – 8% كل عام. وبالنسبة لنساء ما فوق الخمسين فإن
رياضة مثل رياضة المشي تعتبر مفيدة جدًّا لزيادة كثافة العظام، كما يفضل
عمل بعض الرياضات التي تعلم الاتزان، وتقوي عضلات الظهر.الكالسيوم وفيتامين
(
د ): يحتوي كوب اللبن على 300 مجم كالسيوم، وكوب الزبادي على 250 مجم،
وكوب الجبنة القريش على 138 مجم، ونصف كوب اللفت المطبوخ على 125 مجم من
الكالسيوم.
وقد ينصح الطبيب بتناول كميات إضافية من الكالسيوم على هيئة أقراص لنساء ما فوق سن اليأس.
أما
بالنسبة لفيتامين ( د ) فيحتاج الإنسان إلى 400 وحدة يوميًّا، ومن هو فوق
سن 61 إلى 600 – 800 وحدة يوميًّا. ينصح الأطباء بالتعرض لأشعة الشمس لمدة
15 دقيقة يوميًّا.
والأطعمة التي تحتوي عليه هي صفار البيض، والكبد
وأسماك السلمون . وقد يحتاج الإنسان إلى وصف الطبيب له بجرعات الفيتامين في
حالة عدم حصوله عليه من مصادره الطبيعية.
بروتين الصويا:
يهتم
الأطباء حاليًا ببروتين الصويا الذي يحتوي على كميات كبيرة من الإستروجين
النباتي المعروف باسم أيسوفلافون والذي اكتشفت إحدى الدراسات أنه يزيد
كثافة العظام في نساء ما بعد سن اليأس.تجنب التخسيس الزائد عن الحد.عدم شرب
كميات كبيرة من القهوة، وإذا كان لا بد من شربها ينصح بإضافة قليل من
اللبن.تناول الأغذية الغنية بالماغنسيوم مثل السبانخ والبطاطس والبنجر وسمك
موسى.الامتناع عن التدخين.تجنب حدوث كسور العظام عن طريق ممارسة الرياضة
ولبس الأحذية المريحة وترتيب المنزل بحيث لا توجد عوائق يحتمل الوقوع
عليها. التشخيص والعلاج
ينصح الأطباء بعمل اختبارات كثافة العظام لأي
سيدة فوق سن 65، ، وتعتبر عرضة للإصابة بالمرض أو أصيبت بكسر، وأي سيدة
تتناول هرمونات بديلة لمعالجة مرض ما.
العلاج بالهرمونات: فالإستروجين
يزيد من كثافة العظام، ويقلل نسبة حدوث كسور، كما أنه يحسن الاتزان. ولكن
له أيضًا آثار سلبية، منها زيادة نسبة حدوث سرطانات الرحم والصدر وزيادة
حدوث تجلطات الدم. وعلى كل فهناك دراسات حديثة تقول: إنه يمكن إعطاء كميات
ضئيلة من الهرمون تمنع حدوث هشاشة العظام دون إحداث آثار الهرمون
السلبية.هناك عدة أدوية صناعية جديدة تماثل الإستروجين في تركيبته تتجنب
إحداث آثاره السلبية مثل التاموكسيفن والرالوكسيفين.البسفوسفونات
bisphosphonates:
والتي
تثبط نشاط ناقضات العظم، وتزيد كثافة العظام بفاعلية تماثل فاعلية
الإستروجين. كما أن لديها خواص تمنع حدوث الأورام. ولكن من بين آثارها
السلبية حدوث اضطرابات بالجهاز الهضمي؛ ولذا لا بد من تناولها حسب استشارة
الطبيب.الكالسيتونين الذي عادة يفرز من الغدة الدرقية ويعتبر بديلاً لمن
ليس باستطاعته تناول البسفوسفونات والإستروجين. ويوجد على هيئة أمبولات
للحقن وبخاخ للأنف.حقن يومية من هرمون الجنب درقي
parathyroid
الذي يعتبر أكثر فاعلية من الإستروجين؛
إذ إنه يحفز تكوين العظام وليس له آثار سلبية معروفة حتى الآن.جرعات قليلة من الفلوريد.