نبتت هذة الشجيرة الصغيرة في أرض طيبة ..دافئة ..صالحة
وسط غابة كبيرة تعيش فيها مخلوقات الله الجميلة
اصبحت الشجرة محبة وعاشقة لكل من حولها..
من ازهار وطيور واشجار وشجيرات ونحل وفراشات زاهية الألوان
حتي تلك العناكب الصغيرة المتسلقة لفروعها لتحتمي بها
من تقلب الأجواء وصقيع الإيام والليالي
كبرت الشجيرة لتصبح شجرة مورقة .. شامخة نحو السماء
دائما تنتظر ضوء الشمس لتشعر بدفئها وتزداد اشراقا ونموا
وشموخا واثمارا وعطاءا
اصبحت الشجرة مصدر فرحة وسعادة وصديقة لكل من يلجأ اليها
ليستظل بها او يقطف ثمارها.. كان ذلك يملؤها فخرا وسعادة
كم كانت فرحتها كبيرة عندما رات نبتات صغيرة تبزع من جذورها
لتنمو بجوارها محتمية بها وبظلها الدافئ حتي يأتي المساء
فتحتمي بها الطيور في اعشاشها
وتضم الجميع تحت اوراقها في محبة وسعادة
وتسبح بإسم الله وتنتظر اول شعاع حتى تشرق الشمس من جديد
وتهتز اوراقها وتتحرك فروعها
بإنسيابية ورشاقة مع كل هبة نسيم
الى ان جاء يوم لم ترى فيه شعاع الشمس الذي تنتظره كل يوم
فزعت الشجرة وتساءلت لماذا لم تبزع شمس اليوم الجديد ؟؟؟
نظرت بشوق وترقب مليا من حولها
فلم ترى شيئا
كانت العناكب الصغيرة قد نسجت حولها شباكها
لتمنع عنها الشمس والضوء والدفء
ولا تصل لها آشعة الشمس التي تمنحها القوة والسعادة
تساءلت في حسرة اين نبتاتي الصغيرة ؟؟؟
اين من كانوا مصدر سعادة وحياتي كلها لهم بدون مقابل؟؟؟
كثيرا مانصحوها بان تعيش واقعها حتى ولو كان مؤلما
وان تأخذ حذرها من تلك العناكب المتسلقة
نسيت الشجرة انها تعيش في وسط غابة ولا وجود للمدينة الفاضلة
كم كانت صدمتها كبيرة عندما اكتشفت ان نبتاتها الصغيرة
قد امدت لنفسها جذورا خارج نطاقها هربا منها
حزنت كثيرا عندما اكتشفت ان الطيور قد هجرت اعشاشها
والزهور والفراشات والنحل لن يكونوا في حاجة اليها ثانية
شعرت بوهن وضعف مفاجئ وموجع
اختفى الجميع من حياتها لأنها لم تستمع اليهم وتتكيف مع واقعها
ظلت تحلم وتصرعلى حلم واحد ..الدفء والإحتواء
شامخة تنتظر شعاع الشمس ولم تنظر يوما لما حولها
والا كانت قد اكتشفت واقعها وما آل إليه حالها
قالت في نفسها : تستحقين ما وصلتي اليه الآن
فلم تري ولم تستمعي ولم تنتبهي وتحذري ممن حولك
حان اليوم وقت رحيلك
تساقطت اوراقك وتكسرت اغصانك ودب السوس في اعماقك
وتعطنت جذورك القوية ..فماذا تنتظرين ؟؟؟
تهاوت الشجرة على الأرض
لتموت..
في صمت وشموخ..وكبرياء
****************
مجرد فضفضة.