ومن وصايا الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتي يطلق عليها حاليا (الطب النبوي).

كما أمرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالتداوي, حيث روى الشيخان عن أسامة بن شريك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " تداووا. فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء. غير داء واحد هو الهرم ". , وأن نتبع ونتحرى طرق العلاج بعد أن أعطانا بعض الوصايا العلاجية, تمسك بنصها البعض وبأنها هي السبيل الوحيد للعلاج وهذا خلاف لجوهر الوصايا والتوجه العام لها, وإلا لما قال (صلى الله عليه وسلم) كما روى أبو داود والنسائي وابن ماجه عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) , قال " من تطبب ولم يكن معروفا بالطب فأصاب نفسا فما دونها فهو ضامن ", فالرسول الله (صلى الله عليه وسلم), لم يدع لنفسه القدرة على المداواة, حيث روى أحمد عن هلال ابن يساب قال, دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على مريض يعوده فقال " أرسلوا إلى الطبيب " , فقال له قائل , وأنت تقول ذلك يا رسول الله, قال " نعم".
لذا علينا احترام التخصص في مهنة الطب مع التأكيد على مبدأ الأسباب والنتائج, حيث روي الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " لكل داء دواء فإذا أصيب داء الدواء برأ بإذن الله عز وجل".
لذا يجب علينا دعوة العلماء للبحث عن أسباب الأمراض واكتشاف ما يجهلونه من وسائل العلاج فليست كل الأدوية معلومة ولكن تكتشف بالتدريج, فقد روى أحمد عن ابن مسعود (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله".
فبعض الأمراض التي لم يكتشف لها علاج لحد الآن, هي ابتلاء من الله تعالى للإنسان وتحفيز له للجد والمثابرة لإيجاد الوسيلة الناجعة لعلاجها, فقد روى الشيخان عن ابن عباس (رضي الله عنهما), أن امرأة أتت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت - إني أصرع وأني أتكلف فادع الله لي قال " إن شئت ولك الجنة. وإن شئت دعوت الله عز وجل أن يعافيك", قالت "أصبر".
لذا علينا التمثل برسول الله (صلى الله عليه وسلم) و تقبل العلاج النافع أيا كان مصدره، فقد روى أحمد في مسنده عن سيدتنا عائشة (رضي الله عنها) قالت " إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يسقم عند آخر عمره فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فينعتون له الأنعات وكنت أعالجها له".

اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد

همسة حنين

جزاك الله خيرا

وفي ميزان حسناتك