بلقيس ماتت
هذه كف المقادير العنيدة
جرحت فؤاد الشاعر المحزون واغتالت وجوده
وغدا سيبعثها على شفة الزمان الصعب في أحلى قصيدة
بلقيس ماتت
أطول النخلات في أرض العراق
وأجمل الملكات في تاريخ بابل
رحماك ياجرح الجمال
فشاعر الأحلام والأشواق ماتت في قصائده العنادل
عذرا امير العشق
كان بودنا ان نشعل الاقلام و الاشعار ..في ليل المصيبه
ونشارك القلب الرقيق بكاءه ورثاءه حب الحبيبه
ونقيم للاحزان بين جوانح العشاق ..ساحات رحيبه
لكننا وحروفك الصفراء تذهلنا وتقتل دمعنا
لكننا وسياطك الحمقاء تجلدنا تمزق جلدنا
ومن المحيط الى الخليج ..تسبنا
وتشوه الماضي الجليل ..
وتشك حتى في الاصول ..
سنقول للجمهور في اعلى نداء :
يا غضبة الحرف الابي .. وغضبة الشعب الاباء
يا غضبة الشعراء ..يا لحن الوفاء
بلقيس ماتت .. وهذا الشعر المهزوم اولى بالبكاء
والشاعر المهزوم اولى بالرثاء
بلقيس ماتت ..
لا تودعها بابواق الشتيمة والرثاء..
لا تودعها بالهذي واللغة الجهوله
كفكف دموعك .. انها لغة التماسيح النبيله
الموت حق كيف تنكره .. وما هذي اللجاجات الطويله
هذا كلام لا يسرّ السامعين .. البائسين .. الجائعين ..الثائرين
فتش عن اللغة الجميله
عجبا نزار ...نسيت أطفال الجنوب
والضفة الثكلى
ومجدل شمس
والقهر المعنكب في القلوب
هل قلت قافية لهم
هل قلت مرثاة لهم
والموت يحصدهم وأنياب الخطوب
بلقيس ما احترقت بوهج الجوع والتشريد ..
ما سهرت مع المظلوم ليل القهر .. ما عجنت رغيفه
ولا عاشت بدامي الشوك ..او عرفت معاني الجرح ..او شهدت نزيفه
القصر يشهد .. والاساور.. والملاقط ..والستائر..والمقاعد ..والعقود الفاتنات ..
ودوحة القصر الوريفه ..
بلقيس كانت من نساء (الكنت ) و( الفيرلان ) .. والسرر المهفهفة الطريفه
بلقيس كانت قطة حسناء ..في قصر الخليفه
عذرا امير العشق ..
يقلقني التبجح ..والمحاباة الرخيصة ..والنميمه
ساقول في التحقيق ..
ان العرب ما كانوا قراصنة ..وما احترفوا جريمة
ساقول ماذا اورقت في دوحة البؤساء .. طلعتك الوسيمة
ساقول ماذا اشعلت كلماتك الجوفاء..في ليل الهزيمة
ما كنت اكثر من بريق خلب .. في ليلنا القهري ..ينتقص العزيمه
العرب ما قتلوا خيول الحرب بل غزوا بها..
العرب ما اكلوا العيون الخضر ..او عرفوا بشاعة شهريار
ما ادمنوا خمر الحرائق.. والدمار
مشؤومة افكارك السوداء ..والهراء
العرب ما باعوا رجولتهم ..باسواق البغاء
العرب اعطوا كربلاء ..رمز الشهادة . والبطولة كربلاء
اولست تخجل ان تعفر بالكلام المر .. جبهة كربلاء
اولست تخجل ان تتاجر بالدماء ..
وتسبّ باسم قميصك المغدور..طهر عروبتي والاوفياء
امي الحبيبة لا تدنسها الشكوك .. ولا الريب
جبلت لنا خبز الحياة ..بماء عينيها ..واملاح التعب
امي الحبيبة علمتني .. كيف امتشق القصيدة صارما .. واخط ملحمة الغضب
امي الحبيبة علمتني ..من يكون ابو لهب
بل علمتني .. كيف احتقر الذهب
بل كيف احترم العروبة و العرب
بيروت تستر عريها ..بالنزف .. بالبارود.. بالثكلى .. باحزان الجرائد
يبكي على اطلالها الشعراء .. والعشاق ..والبؤساء .. والقلم المجاهد
بيروت ما قتلت بنفسجة .. ولا اغتالت قصائد
ساقول في التحقيق ..ان الشاعر المنكوب ..
في كلماته .. انّاته ..زفراته نيران حاقد
بيروت يا معبودتي السمراء يا أغلى قصيدة
كل الحراب إليك مشرعة لتغتال الخيالات السعيدة
القاتلون ... الحاقدون ....الخائنون أمانة الأجيال
والريح العنيدة
سأقول للموهوب شاعرهم وفي صدر الجريدة
بلقيس عندي خصلة من شعر بيروت الشهيده
بلقيس عفوك
ما قصدت إهانة الموتى ولا نبش القبور
إن الذي ذبح الحمائم في خمائلنا
إن الذي اغتال البنفسج في حدائقنا
ما كان أكثر من أجير..
ما كان أكثر من أجير..
الدين يرفضه وأخلاق العروبة والضمير
وسيسقط العملاء والتجار والأزلام في الشوط الأخير