اللحظة الاولى ( لحظة الوداع )
لم تكن الدنيا تعرف الوقت حينها
لا كان آدم ..
ولا كان قابيل ...
لم يكن شيءٌ سوى الذكرى
وكانت هيَ
وكان نعشي
وبعضٌ من بقايا حبنا القتيل ..
ثمّ ودّعتني
وحَزَمَت الدمع بين حقائب عينيها
وبدأ الرحيل.
اللحظة الثانية(لحظة الرحيل)
بدأ الرحيل وكأنه ما بدأ ..
وعصَفَت ريحٌ أقوى على شواطئنا
والموجُ في عينيها ما هدأ..
وبَكَت أشياءٌ كانت ترقُبُ موتنا
حتى السماء بكت معنا
وأصبحت كل الاشياء
بلا معنى
وأشجارٌ كانت تظلل حبنا
مات فيها الربيع
وأصابها الصدأ.
اللحظة الثالثة(لحظة الهروب)
قالت سلاماً .. ثم مَضَت
ركََضَت لصوب الباب تكبتُ حُزنَها
لكنّها ببعض الذكريات تعثّرَت ..
نَهَضَت تنفضُ باليدينِ حنينها
وبقسوة الجلاد
عضّت على الشفاه تخنق نحيبها
بَكَت اليدينُ على فراقِ حبيبها
وهي على فراقيَ ما بَكَت ..
صَرَخَت بأعلى صمتِها
تبغي الرجوع لعلّها
نَظَرَت اليّ بعينِ المشفقِ
وعلى قلبي المذبوح
ابوابَ حجرتَها أغلَقَت.
اللحظة الرابعة (لحظة عتاب)
هل تذكرين
عندما أقسمتُ لكِ يوماً
بأنه لم يكن قبلكِ نساءٌ
ولا حضاراتٌ ولا ممالك ..
وعندما أخضعتُ روحي اليكِ
وقدّمتُ مبادئي كلها
على مذبح حبكِ كالقرابين
رغم علمي
بأني لأجل عينيكِ هالك ..
وأقسمتُ الف الف مرة
بأني منذُ الوف السنين
وانا انتظر قدومكِ
منذُ أن سمعتُ عن جمالك ..
فلماذا الان
قلبي النديّ تودّعين ؟؟
ألأنه بكل سذاجة المحبين
زرعَ لكِ بكل الدروب الحنين
وانتِ زرعتِ له المهالك .
اللحظة الخامسة (لحظة تساؤل)
لو أني طاوعتكِ وافترقنا
فماذا سيبقى من بعدكِ لي؟؟؟
صوراً تمزّقني ولا تتمزّق
اشعاراً تحرقُ في القلب
حنين القصيدةِ الى شفتيكِ ولا تُحرَق ..
لو أني طاوعتكِ حقاً يا عمري
فأيّ شيءٍ في العمر جميل
سيبقى منكِ ولم يُسرَق .
اللحظة السادسة(لحظة يأس)
يا حديقة حزني
دعيني أقطفُ من بين عيونكِ
وروداً ليست مثل كل الورود ..
دعيني ألغي الوداع من شفتيكِ
وألغي الاماكن والحدود ..
كلماتكِ يوماً
كانت دفءَ حياتي
لكني الان يقتلني البرود .
اللحظة السادسة (في غرفتها)
في هذي الليلة يا زمني
أشعرُ بالبرد وبالغربة
أشعر بالوحدة يا زمني..
أتوسّدُ في هذي اللحظة
كتبي وحطامَ سنيني ..
أبحثُ عن دفءٍ للغربة
عن شررٍ كلهيب عيوني
أتفقّد بعيونٍ حيرى
أركان غرفتها الثكلى
فتعود عيوني متعبةٌ
كي تشعل بالذكرى حنيني.
اللحظة السابعة ( الحنين )
في هذي اللحظة بالذات
سأعاقرُ حبري مع الاوراق
وستسأم دقات الساعة
وستحبل مني الكلمات ..
مَن ضاجع منّا الكلمات ..؟؟
لستُ أدري !!!
لكني اعترفُ الان
بأني ثملٌ من تيهي
وحطام الذكريات .
****
أتعبني صمتي كثيراً
فسنيني فارغةٌ مثل كؤوسي
وطيوري قد تكسّرَت بجوانحها
كل الافراح ...
فبأي ارضٍ سوفَ القاكِ
كي أخرجَ من صمتي قليلاً
ويصبحَ العشقُ مثل الموتِ
مُباح .
****
مِن اينَ أداوي جروحي
لا أعلم ..!!!
فالاهاتُ حتى الاهات
من ألمي تسأم ..
كيفَ سأنساكِ أيا ألماً
أيا جرحاً لا يبرأ أبداً
لكني برغم عذابكِ والذكرى
على حبنا المؤود يا ملاكي
انا لن أندم ..!
اللحظة الاخيرة ( قلب العاشق)
يا سيدتي ..
يا اجمل حزنٍ يسكنني رُغماً عني ..
يكفيني فرحاً
أنّ بعادكِ يقتلني
مع كل نهار ..
وأنّ تقهقري امامكِ
احلى انتصار ..
وانكِ مني
رغماً عني
رغماً عني .