مدخل
الحياة فن وصناعة فضع بصمتك عليها
البداية
وقف عماد يتأمل المناظر الطبيعية الخلابة التي تظهر له من على ظهر
السفينة الضخمة التي يستقلها مدعوّاً لرحلة ترفيهية مع صديقة المقرب كريم
وبينما هو مستند على حاجز السفينة وقد بهرته روعة تلك المشاهد الخلابة
التي تنطق بعظمة الخالق المبدع سبحانه وتعالى ، أغراه جمال المنظر أن
يميل بجسده أكثر إلى الأمام ليتمكن من رؤية السفينة وهي تمخر عباب
البحر .
وفجأة جاءت موجة عنيفة اهتزت معها السفينة اهتزازا شديدا فأختل توازن
عماد وحدثت المصيبة .. سقط عماد في قلب المحيط وتعاظمت المصيبة فعماد
لا يحسن السباحة صرخ عماد طالبا النجدة حتى بح صوته وظل يصارع الموج
دون جدوى ، فرآه رجل كبير في الخمسين من عمره كان مسافرا معه على
ظهر تلك السفينة ، وعلى الفور أشعل الرجل جهاز الإنذار ثم رمى بنفسه في
الماء لإنقاذ عماد .
وبسرعة دبت الحركة في جميع أركان السفينة ، هرول المسئولون وتجمع
المسافرون على ظهر السفينة يرتقبون المشهد ويبادرون بالمعونة
والمساعدة ، القوا بقوارب نجاة إلى المياه وتعاونت فرقة الإنقاذ مع الرجل
الشهم على الصعود بعماد إلى ظهر السفينة ، وتمت عملية الإنقاذ بعون الله
تعالى ، ونجا عماد من موت محقق وتلقفه صديقه كريم معتنقا إياه ثم انطلق
يبحث حوله عن ذلك الرجل الشجاع الذي جعله الله تعالى سببا في إنقاذ حياته
، فوجده واقفا في ركن من أركان السفينة يجفف نفسه ، فأسرع إليه عماد
واعتنقه وقال : لا ادري كيف يمكنني أن أشكرك على جميلك معي ، لقد أنقذت
حياتي فابتسم الرجل إليه ابتسامة هادئة ونظر إلى الأفق متأملا قائلا :
" يا بني حمدا لله على سلامتك ، ولكن أرجو أن تساوي حياتك ثمن بقائها "
كانت هذه الكلمات بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الإرادة والتحدي في نفس
عماد استقرت الكلمة في عقله ووجدانه بعمق ، وأصبح همه في الحياة أن
يجعل لها قيمة عالية عاليه حتى تساوي ثمن إنقاذها ، ومضى عماد يحقق
الآمال تلو الآمال والنجاح يعقبه النجاح ، وكلما مرت به الصعوبات وقابلته
التحديات تذكر كلمة الرجل " أرجو أن تساوي حياتك ثمن بقائها " فتشحذه
الكلمة بالإرادة والعزيمة فيتغلب عليها بإذن الله تعالى وعونه ، حتى قارب
عماد على الستين من عمره وقد حقق لنفسه وأهله ودينه وأمته إنجازات
عظيمة .
مخرج
في لفظة ( القمة ) شيء يقول لك ( قم )
تذكر ......