قال تعالى" أحسب الناس أن يتركوا أن
يقولوا آمنوا وهم لا يفتنون"، وكما
جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي
عن مصعب بن سعد عن أبيه قال، قلت :
يارسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال :
(الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى
الرجل على حسب دينه، فإن كان في
دينه صلباً اشتد بلاؤه،
وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر
دينه، فما يبرح البلاء بالعبد يتركه
يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أشد
الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم
الأمثل فالأمثل).
قال تعالى: "ونبلوكم بالشر والخير
فتنة"، وصور ابتلاء الخير بالعافية
والصحة والمال ونحو ذلك،
قال تعالى: "ليبلوني أأشكر أم أكفر"
كما جاء ذلك على لسان سيدنا
سليمان.
والأمر الذي يُحدث اللبس، هل ما يقع
في حياتنا من شر هو ابتلاء أم عقوبة،
قال الله تعالى
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع
ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
وبشر الصابرين.
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا
لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم
صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم
المهتدون).
وقبل أن أحاول فك الاشتباك بين
الابتلاء والعقوبة، نقف عند بعض ما
ورد في الكتاب والسنة من نصوص عن
العقوبة،
قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد
ليحرم الرزق بذنب يصيبه"،
إذن كيف يتسنى للإنسان أن يحاول أن
يعرف ما يقع من مصائب في حياته، هل
هي عقوبة أم ابتلاء؟.
وإذا نظرنا إلى قول سيدنا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "لو نودي
يوم القيامة أنه لن يدخل النار إلا
واحد لظننت أنه عمر،
ولو نودي أنه لن يدخل الجنة إلا واحد
لظننت عمر"، فما علاقة ذلك بالابتلاء
والعقوبة؟،
تبين لنا تلك المقولة أن لدى عمر
رضي الله عنه "رجاء عظيم في رحمته"
يجعله لا ينفك أن يكون من أهل الجنة،
وأن لديه أيضا خوف من الله، يجعله لا
ينفك أن يعتبر نفسه واحد من أهل
النار.
فمن هذا المنطلق، نقول إذاكان العبد
على معصية وأدركته بعد ذلك مصيبة
في نفسه وأهله،
فإن ما حدث هو من آثار المعصية، كما
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني
إلى تلك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ... ونور الله
لا يعطى لعاص
أما إذا كان الإنسان على طاعة وقرب
من الله عز وجل، ثم وقعت له مصيبة، في
نفسه أو أهله،
فإن هذا يكون من باب الابتلاء
والاختبار.
وقد يكون الابتلاء والعقوبة من باب
التذكرة والإنذار للعبد بمراجعة
نفسه، وعلاقته بالله عز وجل،
قال تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ
فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا
آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ،
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ
جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا
مُؤْمِنِينَ) .\
والله ولى التوفيق