يا صغيري أراك تحمل فوق ظهرك حقيبة الكتب .
. وأنت في دربك لمحراب العلم والتعلم ..
نظراتك إلى الأرض وأقدامك تحارب الحصى بالركل .
. ولا يسلم غير الحصى من ركلاتك إذا تواجد في دربك .
. وتلك خطوات أولى في دروب حياة شاقة .
. فيها الحصى وفيها الراكلون .. ففي لحظة لن تكون
الوحيد في ساحة الركلات .. بل أنت نفسك قد تكون
ذاك الحصى تحت أقدام الراكلين ..
والمشوار أمامك ليس بذاك المتاح أبدا لتركل كيف تشاء
.. والحصى لا تشتكي الآن من أقدامك ولكنها علمت
بقدرها فأذعنت .. وسوف يأتي عليك يوم فيه
للأقدار يد فتذعن .. وإياك أن تشتكي عند ذلك
وأعلم أنك خلقت في كبد .. يا بني أنت ما زلت
في البر تستعد للتعمق في بحر الحياة .. وهو بحر
كلما عبرته لن تجد له براً .. ولن تجد له أولاً ولا آخراً
.. ونصيحتي لك قبل أن تبدأ في حياتك أن تعلم بأنها
ليست متاحة تذعن كالحصى تحت أقدامك ..
ولكنها قاسية فيها لحظات بكاء أكثر من لحظات السرور
.. وليست الأماني متاحة لك كلما رغبت نفسك ..
وليس كل الحصى يقبل ركلاتك .. قد تقتل وأنت
تجادل بالحق .. وقد تنصر وأنت تجادل بالباطل
.. واللقمة قد تخطف منك قبل أن تصل فاهك ..
وقد تأتي إليك لقمة وأنت نائم .. هي الحياة كذلك .
. لا تتعجب من متناقضاتها .. ولا تفرح بمستجلباتها .
. فإنها زائلة في نهاياتها .. في أحلامك الصغيرة أراك
تزرع الأزهار وقد تناسيت الأشواك .. وأراك
ترسم صورة جميلة لحياة صافية كلها أفراح
ورقص .. ثم تناسيت أن هناك موت وقنص ..
وأتراح وأحزان ودموع وثكلى .. فنقول لك أفرح
وأمرح ولكن لا تجعل ذاك سنداً يحسن الدوام ..
وأبكي وأحزن ولكن لا تنسى أن مع العسر يسرا .
. ثم إذا أردت نصيحتي لك خالصة فعليك بنهج سيد الأنام
.. محمد عليه أفضل السلام .
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )