يروى أن ثلاثه من الأصدقاء كانوا يسيرون في الطريق فصادفتهم
جثة دابه ، علق الأول : ( يالنتانة رائحتها ! ) .
وعلق الثاني : ( يالضخامة جثتها ! ) .
وفيما علق الثالث : ( يالبياض أسنانها !) .
فالعين النقيه النظيفه لا ترى في الناس وفي كل ما حولها إلا ماهو
إنعكاس لنظافتها ونقائها وتسامي نفس صاحبها ، ولا تقع إلا على الجميل
والحسن لأن روحها جميله وإحساسها يترفع عن الإلتفات إلى مايؤذي
نقاوتها ويخدش جمالها من الداخل .
فيما العين القذره والنفس المشوهه لا تقع إلا على كل ما يعكس قذارتها
وتشوهها ، إنها مهاره في إصطياد العيوب ، وتحويل الهنات الصغيره
الى كوارث وتأويل المحكي الصريح البسيط في المجالس إلى نوايا خبيثه
ودلالات خطيره لم ينتبه لها أحد من الحاضرين سواه .
إنك لتعجب من قدرة بعض الناس على رصد عيوب من حولهم ، وقد
تشاركهم مجالسة ضيف أو زميل وتنصرف من المجلس وأنت لا ترى
في الضيف إلا كل ماهو حسن ، لكنك تتفاجأ بأن من يشاركك
قد أظهر في هذا الضيف عيوبا لم تلتفت إليها مطلقا ، وتفسيرات خبيثه
لأقواله لم تطرأ ببالك ابدا ، ليست قلة نباهه منك ولا قدرة فائقه
من شريكك على قراءة ما خلف السطور . إنما هو الخبث والدناءه !!.
فمهما حاولت أن تكون لبقا مع هذا النوع من الناس متحاشيا التماس
معه تحت أي طال ، مبرزا كل ما يدل على ذوقك وأصالة نفسك
فإن عليك الا تصدم من تلال العيوب التي عثر فيها عليك ، وقدرته
على إشاعتها بين الناس والسبب واضح للغايه وهو انه مهما كان المكان
نظيفا وجميلا فإن من يرتدي نظارة سوداء قاتمه متسخه لن يرى من
خلالها إلا كل ماهوقاتم ومتسخ . فالمشكله ليست فيمن حوله
إنما هي جزء من طبائعه يصطحبها معه أينما حل .
لذا فإن هذا الشخص هو أكثر الناس عيوبا وثقوبا وهو إنما ينتهج
هذه الوسيله الوضيعه ليشغل نفسه ويشغل الآخرين عن الإلتفات
لعيوبه ومشاكله .
لهذا جاء الحديث الشريف يوعد بالفردوس لمن ينشغل بعيوبه
عن ملاحقة وتتبع عيوب الناس ..
قال الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم (( طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس )) .
صدق المصطفى محمد عليه افضل الصلاة والسلام .