السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
خلال
تصفحي في عالم النت وجدت ماراق لي
، وكان شيئاً جديداً بالنسبة لي..
فوددتُ
لو شاركتموني الفائدة .
/
فاء التزيين :
قال تعالى : (( أ ( فـ )لا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللـه
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ؟ من سورة النساء : 4 /
الآية 82
قال تعالى : (( أ ( فـ ) حسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا
ترجعون ؟ من سورة المؤمنون :23 / الآية 115
قال تعالى : (( أ ( فـ ) لم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم
الأولين من سورة المؤمنون : 23 / الآية 68
قال تعالى : (( ليأكلوا من
ثمره وما عملته أيديهم أ ( فـ )لا يشكرون ؟ من
سورة ياسين : 36 / الآية 35
قال تعالى : (( ولهم فيها
منافع ومشارب أ ( فـ ) لا يشكرون ؟ من
سورة ياسين : 36 / الآية 73
قال تعالى : (( أ ( فـ ) لا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ؟ من
سورة محمد : 47 / الآية 82
فاء التزيين : حرف يؤتى به في مواضع غير معينة لتزيين (
تحميل الكلام ) ؛ ليكون هذا الحرف رابط بين الشدة وطلب أمر ما ، وفي القرآن
الكريم جاء مع أربعة أفعال ؛ هي : ( يشكرون ) ، و : ( يتدبرون ) ، و : (
يعقلون ) ، و : ( حسبتم ) ، ولو لحظنا جيدا لوجدنا أن هذه الأفعال فيها
دعوة حتمية من اللـه تعالى إلى مخلوقيه لالتزام جوانب الشكر والتدبر
والتعقل والتحسب ( وهي أمور منبتها العقل ) ، وقد اختلف النحويون في إعراب
هذا الحرف ، وهم في ذلك على ثلاثة آراء :
( 1 ) : منهم من أعربه حرف عطف .
( 2 ) : ومنهم من أعربه حرف استئناف .
( 3 ) : ومنهم من أعربه حرف زيادة بغير توكيد .
والصواب ـ واللـه أعلم ـ أنه حرف تزيين ، وهذا الإعراب
بلاغي وليس نحويا ؛ لأن النحو ابن البلاغة ، ولذلك يقال في البلاغة النحو
العالي .
ودلل على بطلان الإعرابات الثلاثة بالأدلة المبينة في
أدناه :
( 1 ) : لا يكون حرف عطف ؛ لأن العطف يقتضي أموراً ؛ هي :
أ /
التشريك في الحكم الإعرابي .
ب /
ووجود جملتين متكافئتين .
ج /
وأن اللـه لم يرد منهم : ( الشكر ) ، و : ( التدبر ) ، و : ( التعقل ) ، و :
( التحسب ) بعد ذكر النص ، وإنما صيغة النصوص تشير إلى أنهم لم يشكروا ،
ولم يتدبروا ، ولم يتعقلوا ، ولم يتحسبوا في الماضي وإن كانت صيغة الأفعال
مضارعة .
فأين
هذا ؟
( 2 ) : لا يكون حرف استئناف ؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء
معنى الجملة الأولى تماما ، ثم البدء بجملة جديدة ، والجملة الأولى في
النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها .
( 3 ) : لا يكون حرفا زائدا ؛ لأن النحويين اتفقوا على أنه
لا يجوز أن تكون هناك زيادة في الكلام بلا أن يكون معها غرض التوكيد ،
والمواضع التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة لإفادة التوكيد ، وهنا
لا موجب لعده حرفا زائداً؛ لعدم حاجة الموضع إلى هذا ، فليس في ما قيل أي
احتمالية للشك ها هنا .
لذا
فإنه هنا حرف يفيد تزيين الكلام ـ واللـه أعلم ـ .
،
واو الثمانية :
قال تعالى : (( سيقولون
ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة (
و ) ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما
يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحداً من
سورة الكهف : 18 / الآية 22
وقع الخلاف بين النحويين في إعراب حرف الـ ( واو ) الواقع
بين قوسين في النص الكريم ما بين أن يكون حرف عطف ، أو استئناف .
ولما
كان للعطف ضوابط ، وللاستئناف قواعد ، والوا هنا لا يدخل ضمن هذه الضوابط
والقواعد صمت النحويون في وجه النص الكريم وسبحان اللـه .
وقد (
تملص ) النحويون من الاستشهاد بهذا النص الكريم في أي موضع من مواضع النحو
العربي على إطلاقها ، ولم يذكروها في مصنفاتهم ، حتى جاء ابن هشام
الأنصاري ( 761 هج ) في كتابه : ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) الذي سمى
هذا الحرف في إعرابه ( واو ) الثمانية ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
سبحان اللـه حرف يعجز فرقة كاملة من العلماء النحويين
بمدارسهم الخمس ؛ البصرية ، والكوفية ، والبغدادية ، والمصرية ، والأندلسية
، وإذا كان حرف واحد أعجز فرقة علمية كاملة فكيف لا يعجز القرآن الكريم
الأمم كلها بآية من آياته ..