اشتكي القلم من ظلم وجور الناس
لبعضهم البعض , وضاق بهم ذرعا
وسئم هذه الحياة بما فيها وبمن فيها
حكي قلمٌ يوما أنه استخدمته سيدة
تبلغ من العمر الأربعين عاماً في كتابة
تظلم ضد أخيها الذي ضحك عليها
وقام ببيع كل ما ورثته عن أبيهم لنفسه
بعدما عملت له توكيل بإدارة أملاكها ,
ولأن المرأة كانت مريضة بشلل نصفي
فقد وثقت في أخيها الذي عملت له
التوكيل حتى يدير أملاكها والذي أقنعها
بعمل التوكيل لها إشفاقا منه لحالتها
وثقةً منها في أخيها الذي لم تشك فيه
يوما من الأيام كونه أخوها من لحمها ودمها
وسأل قلمٌ آخر وقال …
ماذا سيفعلُ بنا الله عز وجل ؟!
ونحن نُستخدم من قبل أُناسٍ معدومي
الضمائر في إمضاءات علي أوراق الغرض
منها التزوير والتضليل , وأحيانا أخري
لتسهيل أوراق لأعمال خارجة
عن القانون مقابل الرشاوى
التي يتقاضاها من يقوم بتخليص
هذه الأوراق , أو بكتابة شكاوي كيدية
ضد أشخاصٍ لا ذنب لهم غير الحقد
مما قاموا بكتابة هذه الشكاوي في حقهم ,
فما ذنبنا نحن الأقلام إن عذبنا
الله سبحانه وتعالي , فنحن مأمورون
وليس لنا حق الاعتراض أو الامتناع
عن الكتابة , و والله لو كان لنا الحق
في ذلك ما فعلنا ما أُكرهنا عليه
يوما من الأيام
ويأخذ الحديث قلماً آخر ويتحدث ويقول …
أتي يوما رجلٌ إلي صاحب مكتبة
وكان في يده ورقة مهمة ,
وطلب منه إعطائه قلماً يضاهي
خطه نفس الإمضاء الذي
بآخر تلك الورقة , فسأله صاحب المكتبة
وقال له ولما تريد نفس هذا الخط ,
فرد الرجل بكل تبجح وكأنه علي صواب
مما يفعل , لأنني أريد تعديل
التاريخ المكتوبٌ
في هذه الورقة دون أن يلفت
ذلك نظر أحدا من الأشخاص ,
فرفض صاحب المكتبة وقال له
إن ذلك يُعدُ تزويرا في أوراق
رسمية فلما تفعل ذلك ,
فلم يُعجب الرجل هذا الكلام
فتركه وانصرف
إن كان ذلك هو حال الأقلام
كونها خائفة من الله عز وجل
وهي لم تفعل شيئا لأنها ليس
بإرادتها فعلُ شئ ,
فما بال حالنا نحن الذين
نقوم بمعصية الله عز وجل ,
هل يخاف الجماد من عقاب الله
علي شئ يرتكبه رغما عنه ,
ونحن لا نخاف الله علي أشياء
نرتكبها بإرادتنا دون مراقبة منا لله
عز وجل أو محاسبة لأنفسنا
هذا حالنا وواقعنا مع الأسف الشديد ,
وهذا ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ,
وظلم الإنسان لنفسه ….
فانظروا ماذا أنتم فاعلون .