(الغبـــاء و التغابــي في الحيـــاة الزوجيّـــة)أي منهما يدل على أن المرأة المسلمة تحوز على قدر من الذكاء و حسن الخلق؟
أن تكون
غبية حقا أم أن تتظهاهر
بالغباء.. يقال أن التغاضي تسعة أعشار العقل ، و
يقال أنه تسعة أعشار حسن الخلق..
؟
أن نتغابى عن الأخطاء دليل على حسن الخلق؟
لكن ما هو التغافل و التغابي الحقيقي؟أوضح الدكتور مازن بن عبد الكريم الفريح أن
التغافل هو تعمد الإعراض عن تقصيرأو خطأ وقع فيه الطرف الآخر ترفعاً وترفقاً، ومثال ذلك تغافل الزوج عن تأخر زوجته
في إعداد طعامه في الوقت المحدد، وعدم محاسبته لها، أو حتى ذكره له، ومثل تغافل
الزوجة عن تأخر الزوج عن تلبية وتأمين بعض حاجات المنزل أحياناً
لكنني لا أحب من
يستغفلنيقال إن الفرق بين
التغافل والغفلة، أن الأول
إعراض عن علم وإدراك للتقصير، وأما الثاني فنقصد به
عدم الإدراك، أو الجهل بالشيء؛ لعدم التيقظ، مشيراً إلى أن التغافل
ممدوح - غالباً -، إذا كان في موضعه، والغفلة مذمومة غالباً، ذاكراً أن التغافل يكون
محموداً وممدوحاً عندما يكون في مواضعه، كالأخطاء والتقصير، التي لا يكاد يسلم
منها أحد في الحياة الزوجية، وكذلك بعض العيوب الشخصية الخلقية، وعليه فإنه
يحسن التغافل عندما يرى أحد الزوجين من صاحبه تقصيراً في أداء بعض حقوقه،
وإخلالاً يسيراً ببعض مسؤولياته أحياناً، لاسيما مع بداية الحياة الزوجية، حيث يفتقر
الطرفان الى الخبرة في إدارة شؤون الأسرة، فيصبر كل واحد منهما على الآخر، مثل
تقصير الزوجة في اهتمامها بمظهرها أحياناً، أو عدم تفاعلها معه، لاسيما اذا كانت
تعاني من ظروف نفسية أو صحية، وكذلك بالنسبة الى الزوجة إذا رأت من زوجها
ممانعة في تحقيق بعض رغباتها أحياناً، أو تلفظه ببعض العبارات القاسية حال غضبه،
والتي ليس من عادته التلفظ بها وهكذا، لافتاً إلى التغافل مطلوب من الزوجين على حد
سواء، فالحفاظ على الحياة الزوجية مسؤولية مشتركة يجب أن يسعى كلا الزوجين
للعمل بها، مؤكداً على أن التغافل محمود بشرط أن لا يكون في أمور فيها تجاوز
لحدود الله، وارتكاب للمحرمات، وتقصير في الفرائض والواجبات، وفي كل الأحوال
فإن
التغافل لا يمنع من الحوار بين الزوجين في جو هادئ، تعبق فيه الرومانسية،
ويحفه الحب، ويحوطه الاحترام، فيطرح الزوج أو الزوجه بأسلوب مناسب ما يحب أن
يعمل به صاحبه.
وأشار إلى أن من أعظم ما يمكن أن يذكر من النماذج لخلق التغافل للاقتداء والأسوة،
هو
موقف النبي صلى الله عليه وسلم من زوجاته، عندما تقع إحداهن في خطأ أو
تقصير في حقه، فقد ضرب أروع الأمثلة في الخيرية والرفق والرقة في التوجيه، فمثلاً
تغافله صلى الله عليه وسلم في ذكر خطأ وقعت فيه إحدى أمهات المؤمنين، فلم يذكر
كل ما وقعت، وكتاب الله يصور هذا التغافل في أروع صوره فيقول عز وجل: "وَإِذْ
أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ".
..
و معروف لدى الجميع أن الرجل لا يحب أن يظهر أمام زوجته كالطفل المتهور الذي
لا يحسن إدارة الأمور و التصرف بشكل جيد ، و إصرار الزوجة على معاتبته لومه و
حصره في زاوية الخطأ كل مرة يجعل الرجل ينتفض على طريقته و هذا بلا شك لا
يسر المرأة إطلاقا..
الزوجة تخطئ أيضا بل كثيرا ما تخطئ لكنها لا تلتفت إلى أخطائها أبدا و تظل تدقق
في المجهر الذي يكبر أخطاء الزوج في عينها مليون مرة ...
لست أدري هل تفتش عن سعادتها حين تفعل ذلك أم تفتش عن نقطة انتصار تتغلب
فيها على الرجل ..
و هل هذا انتصار؟
الانتصار الحقيقي أن تتغلب المرأة على عواطفها و على كوامن نفسها التي تأمرها
دائما بالعزة و الاعتداد بالنفس ..
الزوج ليس ندا لك يجدر بك محاربته في مناسبة و من غير مناسبة لكنه شقك الآخر
الذي لا يمكنك الاستغناء عنه
فمتى ستتوقفين عن تتبع أخطائه ؟ و متى ستتحلين بالخلق الجميل (التغاضي و
التغابي) للحصول على كم وافر من السعادة لن تحصلي عليها ما دققت و استقصيت .
. و ما استقصى كريم قط ..