عيد ميلاد أحمد

عيد ميلاد أحمد



بين ميلاد خاتم النيين (صلى الله علي وسلم) وميلاد موسى عليه السلام تشابه قريب جداً ،يرجع إلى أن ألحق تبارك وتعالى ،حين يصطنع عبداً لنفسه،ينشئه تنشئةً لا أثر فيها لتوجيه

الناس ،، ولا محل فيها لرعاية أحد من الأقربين أو الأبعدين ،ولا حاجة فيها لتدخل العباد ،ما دام الأمر من قبل ومن بعد يخص رب العالمين وحده

لقد فقدت أم موسى وليدها وهى لم تنتهى من أثار وضعها ،فهل فقد موسى عطف الوجود حين بدل من صدرأمه ، صدر ألأمواج الهائجة،المائجة، بعد أن ألقى ألتابوت بوديعته الغالية

فى عمق اليم ألطامى؟

لا ، لأن الله رب العالمين، الذى تخفق اللجج بتسبيحه ، كان قد تكفل بكل شيء، عندما قال

{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا راّدوه إليك وجاعلوه من المرسلين }

وكذلك كان حال محمد صلى الله عليه وسلم فى بحر الحياة

(يموت أبوه الشاب ، ولم تسعد عيناه برؤية أعظم طفلٍ ،دفعت به أرحام الأمهات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

وبرز اليتيم العبقرى إلى الوجود ، وقد فقد حنان أبيه ولكنه لم يفقد حنان ربه ،

(تموت أمه فى الطريق بين مكة والمدينة ،فأسرعت أم أيمن لتحتضن طفلا ًلم يتجاوز الخامسة من عمره

ليصبح طفلا فقد أبويه كليهما ،ولكن حظه من رحمة الله رب العالمين يربو ويتضاعف كلما تقدم به العمر

(يتولاه جده وهو لايزال صغيراً ،يموت جده ،ويتولاه (عمه وكان رجلا فقيرا نبيلا ،،فكان على اليتيم الفريد أن يعمل مع عمه ليعيش ، فتراه فى العاشرة من عمره يسافر، ويتاجر،

ويكدح ،حتى إذا راّ، بحيرا الراهب، وقد نضح إشراق روحه على قسمات وجهه ،أدرك أن أموراً فى مستقبل الحياة الإنسانية ستقضى على يدى هذا الشاب ،

فهو يتساءل عنه وعن والده ، ثم يتمتم قائلا ، ما ينبغى أن يكون أبو هذا حياً،

وهب ياصاحبى أن أباه كان حياً ماذا كان يفعل له ؟

لقد كان يعقوب حياً،وأبى الله إلا أن ينزع يوسف من بين أحضانه ، وبدلا من أن يتربى فى بيت النبوة ،درج بين مفاتن القصور ،وظلمات السجون، وأحاط به من لا يعينون على خير، بل

أحاط به، من يغرون بالشر ويدفعون إليه دفعا ، فماذا كان مستقبل يوسف الصديق؟

كان لهب الشقاء الذى صادفه حرارة ، أنضجت بذور الشرف فى فى كيانه الخاص، فإذا نفسه تتفتق عن إيمان، وشرف ،وعفاف ،وصدق ،هى العناصر التى زوده بها القدر وهوجنين

فى بطن أمه،

والرجال الذين تصطفيهم العناية العليا ، يصنعون على هذا الغرار فليس أباؤهم غارسى شمائل العظمة فى طبائعهم،

بالتربية والتكلف ،بل إن اّباؤهم لا يصنعون شيئا،

وما ضر محمد صلى الله عليه وسلم، أن يولد يتيما ،وصدق الراهب الذى قال ،ما ينبغى أن يكون أبو هذا حيا،

إن الذى قال لموسى{ولتصنع على عينى}قال لأخيه الأكبرمحمد صلى الله عليه وسلم{واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}

اللهم صل وسلم وبارك عليك يا رسول الله

الله الله
تسلم ايدك اخي
المرشدي

بارك الله فيك ولك
وجزاك خير الجزاء

وجعله الله في ميزان حسناتك

في انتظار جديدك وكل ماهو مميز مثلكم
دمتم برضى الرحمن وحفظه