أتذكر جيدا ..
بل أتذكر كل لحظات العمر القصيرة على مضض تام
لازلت أبحث بين دهاليز نفسي العميقة
عن شيء يحييني في صورة اخرى
أبحث عن شيء يحييني في دنيا الواقع هذه.
.لازلت ابحث ولازلت احاول الصمود
أتذكر عندما كنا سويا عند ذلك الجدار؟
أتذكر كيف جئتي لملاقاتي بعد صبر طويل؟
أتذكر يا عزيزتي كيف أمتدت يداك لتلمس كفوفي؟
كانت عينيك تعبر عن الشوق الفاضح بين حناياها
وكانت ابتسامتك تحييني في زمن الغدر.
.لطالما كانت ابتسامتك ترضيني لحد الغرور
هناك ..عند لقاءنا الأول .. أهديتك وردة ..؟
وفي كل لقاء أهديك وردة أخرى
كنت في كل لقاء إلينا أكلله بالورد.
.فربما تكون من الذكرى يوما ما
وكأني أشعر أنه سيكون قريبا يوم الفراق
كم وردة هي التي جمعتها طوال رحلتنا ؟
مؤكد يفوق عددها المئات
فكنت عندما أشتاق إليك..
يغزوني الشوق الفاضح ليدمر كياني
كنت لا اهدأ إلا عندما أهديك هذه الورده
فكنت ألقيها على نافذة غرفتك .. على باب مدرستك
كنت أشعر بالراحة .. عندما تجدي هذه الوردة مني
أتذكر كيف كنت أهرب من مدرستي آتيا إليك؟
أتذكر كيف كنت أوجد مختلف الحجج والاسباب
حتى أراك ... كنت افعل المستحيل
آآآآآآه تتلوها أحزان تعبر عن ألمي الشديد
أين كل هذه الأمور؟
أين انت؟
أين انت؟
رحلتي وتركتيني أتجرع المرار لوحدي هنا
ولا أدري.. هل هي حياة جديده؟
او مولد لنقطة النهاية؟
لازلت عندما أصحى صباحا اقرأ رسائلك
فلعله يكون يوما سعيدا بشيء من التفاؤل البسيط
لازلت اصحى صباحا اقوم متعثرا من نومي.
لازلت عندما أحلم ليلا في منامي
أقوم فزعا ..خائفا ..باكيا من ذلك الحلم الغريب
فلا يسعني الا اتقوقع على نفسي
أحمي نفسي من تلك الذكرى المريبه
فتكون اللحظات قاسيه..
عندما احاول اللجوء للنوم مرة أخرى
لا اغرق في سباتي العميق
الا بعد فترة طويله من طرد أثار الحلم
فلماذا رحلتي؟
ولماذا قرر القدر ان أبقى لوحدي هنا؟
لماذا لا استطيع حتى ان ادافع عما بقي من عمري؟
فمن هم في مثل عمري .. يمارسون حياتهم الاعتيادية ببساطة تامة
أما انا..
لازلت احاول ان ارثي الذكرى بشيء من التجدد في واقعي المؤلم
فهل ستنتهي هذه الأسطوره يوما ما؟
وهل سأحاول أن أعيش كما وعدتها؟
فهي في أيامها الأخيرة .
.قائلة ..حبيبي .
.انتبه لنفسكِ ولحياتك
فأنا اعشقكِ حتى الجنون
هذه كانت حروفها الاخيرة
ولكن ..هل من الممكن
ان اواصل الحياة من غير ذكراها؟
فأنا لو احاول نسيانها بالرحيل
ارى وجهها بين البشر .. بين اهلي
فلا أدري ما الذي أتاها بين وجوه البشر حولي
ام انها محطه من محطات العمر البالية؟