نسيت بين يديك اليأسَ والأملا
وعاد قلبيَ طفلاً بعد ما اكتهلا
وأرجَعَتْني لنيسان الهوى مقلُ
ماكنت أعشق لولا سحرها المقلا
جننت فيهن حتى بات .. يحسدني
على جنونيَ بين الناس من عقلا
يا موسم الحسن في كرم الهوى ذهبت
بي الشجون ولمَّا ألمس الخصلا
لا تعجبي من محب شاعر عصفت
به العيون فأعطى الحسن ما سألا
من أي عدن براك الله مؤنسة
في وحشة كنتُ فيها الخائفَ الوجِلا
أحلى على كبدي من كل غالية
وجه أطل, وجفن فاتر قتلا
يا من أرى حسنها في كل فاتنة
ولم أجد عن معاني حسنها بدلا
ما بال صدريَ مذ لاقيتُك ازدحمت
به الشجون, وشب الوجدُ واشتعلا
أأنت ساحرة? ما قلتُ أغنية
إلا وكنت لها الألحان والغزلا
رَدَدْتِ لي ألف وحي كنت أحسبه
مضى عن الخاطر المحزون وارتحلا
بي منك ما بالربيع الظامئ انهمرت
على مساكبه الأمطار فاعتدلا
عودي بقلبي إلى ما كان ينشده
من العطاء, فإني أكره البخلا
وبادليني كؤوس الحب مترعة
فالكون لولا الهوى ما تم واكتملا
بنظرة منك آنست المنى فرشت
لي الدروب عبيراً ناعماً وَطِلاَ
ما كان أنداك تحنانا على وَتَري
لما مررت بقلب مِن هواه خلا
يا كلّ ما في العيون النُّجْل من فتن
لولاك, لولاك, هذا العشق ما نزلا