ما زلنا نياما تحت العلل

ما زلنا نياما تحت العلل
ألقيت كلمتى في المسجد ، وانتظرت سماع السائلين فيما أثرته حول كلمتي ؛
ولكن السؤال الذي فاجأني ، وكان من عدد كبير، كان في واد آخر وكان من الصعب تجاهله ؛
قال السائلون : هل الأرواح تعرف ما نحن فيه من خير أو شر، أو فرح أو ترح؟
وهل الموتي من أهلنا وأحبابنا يرقبون أعمالنا ويستغفرون لأخطائنا ؟ وهل الموتي يشعرون بوجودنا عند زيارتنا لهم ؟
وهل الموتي يسمعون دعاءنا واستغفارنا لهم ؟
قلت : إذا كان الاستغفارللذنوب يهمكم ، فإن الملائكة كما خبرنا القرآن تستغفرلكم { ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك } بل إن الأمر أوسع ، فالملأ الأعلي ، ينظرون إلي سكان هذا الكوكب المنحوس ، وما يقترفه من خطايا، فيرجون الرحمن أن يعفوا { تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ، والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض}
قال السائلون : نعرف هذا ولا نسأل عنه، إننا نسأل عن نبينا والصالحين من أمتنا وأهلينا والأقربين الطيبين ، هل هم أحياء يعرفون أحوالنا، ويشغلون بأمرنا ويدعون لنا ؟
قلت : أما إنهم أحياء، فلا ريب في ذلك ، ولكنهم أحياء عند ربهم ، وأما أنهم مشغولون بنا ، فهم مشغولون بما قدموا واخروا {كل امرئ بما كسب رهين }
والبشر في الدنيا ما كانوا يعلمون الغيب ، فلن يطلعوا عليها، بعد مماتهم ولن يعرفوا مصائر الآخرين إلابعد أن ينتقلوا من هذه الدار إليهم، وخير لكم معشر المسلمين أن تصلحوا أنفسكم، وأن تقبلوا علي شئونكم ، توجهونها إلي مرضاة ربكم ، بدل هذا البحث فيما لا يغني ، ويكفيني حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم
(0إذا مات الميت انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )
ولكن حدث ضجيج ، فهم لا زالوا يدورون حول الأسئلة، بين مؤيد ومعارض ، والذي ساءني ليس الضجيج فحسب ، بل الذي ساءني أن يكون الناس في واد ونحن نكون في واد آخر، نتجادل في أمور لا خير فيها ولا طائل تحتها ،ثم ننقسم حولها متخاصمين في وقت قرر فيه أعداء الإسلام أن يجهزوا عليه وعلي أمته ،
نحن في الأحداث الهائلة ، التي تمر بنا فيها ما يوقظ النيام ، ويزعج أولي الغفلة، ولكن العلل القديمة لاتزال تفتك بنا ، وتضرب بعضنا ببعض، وتجعل البعض يقاتل من أجل عدم أخذ شئ من شعر اللحية،أو تقصير جلبابا ، أو ارتداء عمامة ، وينسي الدواهي التي تزلزل البلاد والعباد
اللهم اكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا
اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم اللهم آمين، وصلى الله علي محمد وعلي اله وصحبه وسلم

أخي الفاضل اي جمال قد نثرته هنا ؟؟

سأجعل الصمت ردا

هنا لعله يعبر عن الروعة

دمت لنا

وتقبل خالص احترامي وتقديري

أخى الفاضل عاشق الأحزان
أشكرك على مرورك الكريم
وعلى كلماتك الطيبة التى تنم على إحساس
عالى بقيمة عبوديتنا لله رب العالمين
بارك الله فيك ولا حرمنى من ردك وحرفك
اللهم امين