زمن يبكي فيه الاحجار

تحطمت آمالي التي كنت أختار
ونثرت كما ينثر الغبار
وأبت أجفاني أن ترحل في أحلام الليل
وتترك النهار
وأصبحتُ على الدنيا بمعيار
حتى غدا قلمي لا يقدر على اتخاذ القرار
وعقلي لا يفرق بين الجنة والنار


يا ليتني لم أكبر ولم أجابه التيار
يا ليتني لم أكبر ولم أخوض البحار
يا ليتني بقيت صغيراً ألعب مع الصغار
ولا أفكر بما يصير وما صار
فراحتي غدت تعب على مرار
يا ليتني بقيت صغيراً أذهب في مشوار
و أكل الحلوى و أنتظر الأضحى فهذا حلم الصغار

يا ليتها لم تنضج الثمار
وبقيت صغيرة صامدة في وجه الأعاصير والأمطار
ولا يأخذها فكراً بأنه سيأتي يوم وتنهار
قدرت الأقدار
ونضجت الثمار
وبيعت بأرخص الأسعار
ربما هي جيدة لكن هذا سوق التجار
وما كتبت لها الأقدار

فنحن في زمن تبكي له الأحجار
وتشخص له الأبصار
فقد مات الخير وانتشر الدمار
ومات الضعيف وبقي الأشرار
وذرفت أعين الأمهات نار
فالحياة ثوب فصّل للشطّار
وجردت عن الإنسان المغوار
وطبقت مقولة لا توجد في قانون الغاب
أو في عصور ما قبل الانحدار
(( لا حياة إلا لأولي العز والفخار ))
بحق الإله هل هذا عدل و إيثار
وجدك هذه الكلمات تأباها البهائم الأغرار

أيَّا سكون الليل
أنت أنيسي عندما تضيق بيّ الدار
و عندما قلبي يضخ بدل الدم نار
وعيني تدمع إلى غير قرار
وجرحي ينزف فلا تكفيه الأبحر والأنهار

أيَّا سكون الليل
خذني معك عندما تنسج خيوط النهار
أو اجعلني نجماً في سمائك أو قمر مدرار
أو أطلعني على سجلك المليء بالأسرار
فلا تتركني يا ليل وحيداً أمشي بدون أنوار
ولا تدع ظلامك يغطي قمرك المدرار
وهبني قوة لأستمد منك الأشعار
فسلامي إليك أيّها الليل المغوار
فسلامي إليك أيّها الليل المغوار