طلائع الهجرة

طلائع الهجرة
إن نجاح الإسلام في تأسيس وطن له،وسط صحراء تموج بالكفروالجهالة ، هو أخطر كسب حصل عليه منذ بدأت الدعوة له
ولقد تنادي المسلون من كل مكان:هلموا إلي يثرب ؛؛
فلم تكن الهجرة تخلصا فقط من الفتنة والاستهزاء ، بل كانت تعاونا عاماعلي إقامة مجتمع جديد في بلد آمن،وأصبح فرضا علي كل مسلم قادر، أن يسهم في بناء هذا الوطن الجديد ، وأن يبذل جهده في تحصينه ورفع شأنه ، وأصبح ترك المدينة بعد الهجرة إليها نكوصا عن تكاليف الحق،وعن نصرة الله ورسوله،فالحياة بها دين، لأن قيام الدين يعتمد علي إعزازها ،،
وفي عصرنا هذا أعجب اليهود بأنفسهم،وعانق بعضهم بعضا،مهنئا لأنهم، استطاعوا تأسيس وطن قومي لهم ، بعد أن عاشوا مشردين قرونا طوال ،ولكن ما أبعد البون بين ما صنع اليهود اليوم ، وبين ما صنع الإسلام وبنوه لأنفسهم ، يوم هاجروا إلي يثرب نجاة بدعوتهم وإقامة لدولتهم ،،إن اليهود جاؤا علي حين فرقة من العرب وغفلة وضعف،وحاكوا مؤامراتهم في ميدان السياسة الغربية الناقمة علي الإسلام وأهله،فإذا بالعالم كله يهجم علي فلسطين بالمال والسلاح والنساء والدهاء،فلم يستطع مليون عربي حصرتهم الخيانات في مآزق ضيقة أن يصنعوا شيئا،فهاموا علي وجوههم في الأرض،نتيجة اتفاق أمريكا وروسيا وانجلترى وفرنسا وملوك العرب، علي خذلان أولئك العرب التعساء،وبذلك قام الوطن القومي لليهود،وبثت الدعاية لتشجيع الهجرة إليه،وإسداء العون له،من دهاقين السياسة والمال في أنحاء الدنيا؛؛
أين هذالحضيض من رجال أخلصوا لله طواياهم
وترفعت عن المآرب هممهم،وذهلوا عن المتاع المبذول والأمان المتاح واستهوتهم المثل العليا وحدها في عالم يعج بالصم البكم،وربطوا مستقبلهم بمستقبل الرسالة المبرأة ، التي اعتنقوها،تبعوا صاحبها المتجرد المكافح،وهولا يني ويقول: (قل هذه سبيلي أدعوا إلي الله علي بصيرةأنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)
إن المسلمين بإذن رسول الله صلي الله عليه وسلم) هرعوا من مكة وغيرها إلي يثرب يحدوهم اليقين،وترفع رؤسهم الثقة ،
ليست الهجرة انتقال موظف من بلد قريب إلي بلد ناء،ولا ارتحال طالب قوت من أرض مجدبة إلي أرض مخصبة لا ،، إنها إكراه رجل آمن في سربه،ممتد الجذور في مكانه،علي إهدار مصالحه وتضحية أمواله والنجاة بشخصه فحسب،وإشعاره وهو يصفي مركزه ،بأنه مستباح منهوب،قد يهلك في أوائل الطريق أونهايتها وبأنه يسير نحو مستقبل مبهم،لا يدري ما يتمخض عنه من قلاق وأحزان،ولوكان مغامرة فرد بنفسه لقيل مغامر طياش ، فكيف وهو ينطلق في طول البلاد وعرضها ، يحمل أهله ووولده ؟وكيف وهو بذلك رضي الضمير وضّاء الوجه ؟ وأصبحت الهجرة إلي يثرب فرض علي كل مسلم قادر ،،ودرب من دروب الجهاد ــــ
كان حبيب بن ضمرة رجلا كبير في السن ، وكان يسكن في مكة، بعد هجرة النبي إلي المدينة ،ونحن نعلم أن الله قد وضع وجوب الهجرة ،عن الرجال الكبار في السن وعن النساء وعن الصبيان ،وأوجبها علي كل قادر،فهذا الرجل معذور لكبرسنه ، ولكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة،وهو يتخيل النبي والصحابة من حوله في المدينة يتحدثون معه، ويصلون خلفه، ويصافحون وجهه، فلم يتحمل ذلك فعزم علي الخروج والهجرة من مكة إلي المدينة ،ونحن نعلم المسافة من مكة إلي المدينة حوالي 500 كيلو ، فالمسافة طويلة ، والطرق وعرة ، والحرارة مرتفعة ، والمواصلات كانت إما سيرا علي الأقدام أو بالدواب والجمال ، والرجل كبير في السن ،وبينما يسير في الطريق وبعد أن قطع مسافة ومرحلة منه ــ إذ أدركته الوفاة، وأشرف علي الموت، وشعر الرجل بدنو أجله فماذا فعل ،هذا الرجل ضرب كفا بكف ،لم يضرب كفا بكف ندما علي مافعل كما نفعل نحن إذا ندمنا علي شيئ ، ولكنه ضرب الكف الأولي علي الثانية وقال اللهم هذه بيعتي لك ،ثم ضرب الكف الثانية علي الأولي، وقال اللهم هذه بيعتي لنبيك ثم مات فنزلت الآية:
(ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة،ومن يخرج من بيته مهاجرا إلي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره علي الله )فانظر إلي قوله فقد وقع أجره علي الله ، فلم يعين رب العالمين ولم يحدد الأجر إنما أبهم وأخفي الأجر ،فهذا دليل علي عظم الجزاء وكأن الله يقول أجره عليّ أنا أجزيه إياه ؛؛
ايها الأحباب هذا درس من دروس الهجرة ترك فيه المسلمون الأوائل بيوتهم وأموالهم وأرضهم وتجارتهم إبتغاء مرضاة الله ورسوله وإن شاء الله سنواصل في حلقات أخري دروس وعبر من الهجرة من مكة إلي المدينة وذلك لبناء مجتمع مسلم جديد
اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم اللهم امين

اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم اللهم امين

كل عام وانت وجميع محبينك بالف خير


وكل عام وجميع الامة الاسلاميه بالف خير يارب

بارك الله فيك اخي المرشدي

وجزاك الله خير الجزاء

بارك الله فيكى أخيتي الملاك الروحاني
وأجزل الله لك العطاء
ولا حرمني الله تعالي من مرورك الكريم
اللهم امين

احمد السويسي

موضوع هادف
طرحك دوماً مميز ورائع
انتقاء اكثر من مميز
لك اجمل التحايا واعذبها
بارك الله فيك