حوار القلم بعد صمت طويل

حوار القلم بعد صمت طويل

صحوتُ من غفلتي !

أحسَستُ أنَّ الأرضَ تدور ,

تسَاءلت؟





لماذا ؟ قلمي يسودُه الصمتْ

حواسي تعطّلتْ وعيوني تجمّدت

مشاعريِ تبعثرتْ وبظلامٍ دامسٍ شعرتْ

جاهدةٌ .. حاولتْ..

أنْ أترجمَ مشاعريِ بحروفْ

تراجع قلمي .. تحرّكَ بخوف

سألته : لماذا يا قلمي تتهرّب مني ؟

أتعجزُ .. في التعبيرِ عن ما بداخلي !

هل .. عَجزتْ ؟

ساد الصمتُ بيننا

تخدّر رأسي ولفّه نار

أشتكيت ومن حرقتي بكيتْ

حزنتُ .. ارتعشتُ وعلى الطاولةِ قلمي رميت
تألّمَ قلمي ..! صرخ بصوت
إنهضيِ ..عجيبٌ أمركِ
حتى لو جهلوا وتجاهلوا ... سامحي واصبريْ
يا نقيةٍ بالله أستعيذي وعليه توكلي .
إرجعي ..كما أنتِ
زهراءٌ عطرةٌ ... وموجةُ بحرٍ عنيدة
اكتبي مشاعرك ترجمي... لا تتركيني أحبّيني
أنا لك قرينٌ وحزين ٌ لحالكِ
أستمري دعي القهر وانثري الزهر
ارجعي استعفري وكوني من الشاكرين
إمضِ باسمٍ و روحٍ جديدة
أيتها الموجة العنيدة لآلامك لا تنظرين
سامحي تيقني واصفحي وداوي نفسكِ باليقين
يلهمك ربي ويعِيذك من شر الظالمين
زهراء أجيبيني ..
إليه نظرتُ ومنه أقتربت !
ناديته تكلّمت وقلت ...
قلمي

قلمي بالله عليك لا تلُمني سامحني
الحزن أتعبني والموت وحده يحييني
بعد موتي تعلَّمتُ أحسستُ كيف يموتون
في الموتِ , يتبدلُ حزنُ الكونِ لو رحلَ كاتبٌ أو شاعرٌ أوأديب
في الموتِ , يتغيرُ أتجاه الهواءِ , لونُ البحرِ والماءِ ,وتختفي أشعةُ الشمس
في الموتِ , يتغيرُ لونُ الشجرِ , لم يبقى في الزهرِ رائحةٌ ولا عطرِ
أحسستُ كيفَ يكونُ الموتُ في الحياة
أعدكَ لن أمتْ
أأقتلُ نفسٍ حرَّمَ الله قتلهاَ وبيدِ خالِقها محيَّاها ومماتِها
لا .. لا .. لن أفعلَها : لهذا أنا قرّرت
أنْ أعيشَ أسامحَ وأرضى
رجعتُ .. فَكَّرتْ وعلى ربي توكَّلت
وبعدَ النهايةِ بدأت
وبأعلى صوتي صرختْ
فالتشهد روحي وصالحَ أعمالي
قلمي أوراقي وحياتي رسالتي لكم

بعدَ مماتي