يا ترى قلبك أبيض ؟!
دعني أسألك بطريقة أخرى
ترى... هل أنت إنسان طيب ؟
نختلف في تفسير معنى (الطيبة) وربما يعدها البعض ضعفا
لكنني لا أسأل عن الضعف والهوان
الذي قال فيه الشاعر
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت ايلام
بل أسأل حقا عن الطيبة الحقيقية
هل نفسك من الداخل بيضاء كالحليب..صافية كالماء..نقية كنسائم الصباح اللطيفة ؟
هل تنعم بالسلام الداخلي ؟
سئل النبي في الحديث أي الناس أفضل؟
قال: " كل مخموم القلب صدوق اللسان "
قالوا:صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟
قال: " هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد "
وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة
تذكّر قوله تعالى:
)يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم(
هل تحب الخير للآخرين
هل تحب لأخيك ما تحبه لنفسك ؟
تماما كما تحبه لنفسك
ينجح فلان مثلك...
ويعمل في مكان مثلك...
ويتقاضى نفس مرتبك
بل دعونا نفكر هل لنا نصيب من الإيثار...وما أصعبه
تنجح فلانة...وتتزوج...وتسعد...وتفرح...حتى وإن لم تتزوجي أنتِ
تفرح فلانه بأبنائها ونجاحاتهم...
حتى وإن لم تتذوقي أنتِ هذا في أبنائك إن كنا هكذا فأنت على الطريق
نظرات
أنظر لوجهك في المرآة وتحقق من نظراتك... كيف هي ؟
هل أخفت بها أحد؟
هل كرهت بها أحد؟
هل زجرت بها أحد؟
هل توعدت بها أحد؟
أم ....
هل سامحت بها أحد؟
هل بررت بها أحد؟
هل حنوت بها على أحد؟
هل عطفت بها على أحد؟
هل أشحتها ووجهك معها عن صورة حرمها الله؟
امسح وجهك
وتحسس ملامحة...
هل كنت دائما طلق الوجه .. بشوش
حنون وطيب يفرح بك من يلقاك ؟
أم كنت دائما مصدر إزعاج وهم وغم لأنك دائما حزين ؟
نكدي يعني
أخرج لسانك
القلوب كالقدور تغلي بما فيها والألسنة مغارفها..
ترى ما الذي تغرفه بلسانك ؟؟!!
قال الرسول
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
رزقنى الله واياكم استقامة اللسان
عباده
تعبّد لله بطيبتك...
تعبد لله بحسن خلقك ...
تعبد لله بكونك صاحب قلب أبيض
قال عليه الصلاة والسلام:
{ إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم }
القلب الأبيض ... هل نولد به أم هو صفة نكتسبها ؟
في الحقيقة أننا عندما نشب على الرضا والقناعة
لن ننظر لأحد فضله الله عنا بشيء لأننا ببساطة لا نشعر بالنقص
وعندما تمتليء أنفسنا بالإطمئنان والسكن والراحة النفسية
سنبتسم كثيرا ونبشر كثيرا... ونسعد كثيرا .. ونتسامح كثيرا ..
ستخلوا قلوبنا من الحقد والغلّ والكره
وعندما نحب الآخرين سنلتمس لهم الأعذار
فلن نغضب عليهم وسنكون أهدأ عندما نصطدم بهم
وعندما نتأنى ونتمهل قليلا ونتنفس الحب قبل أن نتكلم لن ننطق إلا بالحسنى
أرأيتم حسن الخلق طريق للنفس المطمئنة
حسن الخلق وطيب الكلام هو مفتاح القلب الأبيض
قال عليه الصلاة والسلام:
{ أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق }
القلب الأبيض لا يباع ولا يشترى ولا يمنح ولا يسلب
القلب الأبيض شيء مكتسب نبته تزرع بأيدينا في صدورنا
وتسقى بالإيمان وتترعرع بلمسة روحانية
ويكفي أنك ستكون قريبا من حبيبك الرسول صلى اللّه عليه وسلم:
{ إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً