زيارة صباحية

لنْ أُجهدَ الأرواح في رواية الأتراح ، ولعلي أمزجُ الصبرَ بالابتسام ، والعمرَ بالأحلام ..

فأروي لكم حكايةَ الصبية ، ذات الروح الشقية ، وأكمل البقية ، بمهلٍ وروية ..

فلا تلوموني إن جاهدتُ الحرفَ بالشدّة ، ولا الكلمة بالضمةِ والمدَّة ..

ولْنبدَأ بذلك الصباح ، حين رنَّ جرسُ البابِ صداح ..

بادرتُ على عجلٍ لأنظر منْ عين الباب ، وأسرقَ النظر بالجواب ..

لكن هيهات هيهات ، لطمتُ اليدَ على الخد ، وقلتُ سُحقًا للرد ..

فجارتنا أمُ تحسين ، ذات المنظر البدين ، تتقن المراوغة ، وتصفُ الزيارة بالحنين ..

فتحتُ الباب ، ورددت قبل العتاب بالجواب : [ أهلين وسهلين ، ومرحبا بنور العين ] ردتْ عليَّ واربة : [ أهلا أهلا منيح تذكرتوا إنو إم تحسين جارتكن الباب علباب ]

صمتُ وأطرقتْ ، وصافحتها يدًا بيد ، وأخذتُ منها القُبَلَ خَدًا إثرَ خد ، حتى شعرتُ بذرات ريقها على خدي ،

وأحمرُ شفاهِها ملطخٌ على وجنتي ..

أدخلتها غرفةَ الضيوف ، وأنا أتبعُ الدخولَ بالعزوف ..

وزادَ في الطنبورِ نغمًا أنْ كانتْ أُمي غائبة ، ولبيت أهلها نائبة ، فعدتُ إلى أختي خائبة ..

فَجارتنا أم تحسين ، تحبُ المستمعين ، وتبداُ بالكلام ، حتى نُصابَ بالآلام ، ابتداءً بالسلام ، وانتهاءً بالغرام ..

ولا تنسى طبعًا حبيب القلبِ تحسين ، صاحب الشهامةِ الأمين ، ذو الوجه الوسيم ، والطول الجسيم ..

مُردِفَةً الحكاية بكنتها [ السنكوحة ] .. والويل كلُ الويل لأرواحنا من هذا الكيل ..

وفي هذا الفصل المثير ، يطول الكلام ، ويصعبُ التأويل ...

فتبدأُ أم تحسين بالنظر والحذر ، وتسرق من الشفةِ كلمةً لتصبح مئة كلمة ، فلا يرتاحُ لها بال ، ولا يهدأُ لها حال ..

حتى تُخبرَ أمَّ وصال ، والجارةَ الصبية ، ذات العيون العسلية ، وغيرها أمثال وأمثال ...

ومثل كل مرة ، تحلفُ ألفَ مرةٍ وكرة ، أنْ لو رأتني قبل قترة ، وتدعو على عينيها بالعمى ، وعلى روحها بالثبور ، كيف وقد ضاع الكنز المكمور ..

ورحل من بيتها الحبور ..

فلو أن المحروس [ تحسين ] لم يطبس بالمليحة [ نسرين ] لكنتُ أنا في أحسنِ حال ، وأرفه نهايةِ ومآل ...

في هذه الأثناء ...

تُقْتَلعُ روحي من الجسد ، وأتمنى أن يأتي أيُّ أحد ، كي يقطع الزيارة ، ويسرقَ منها الإثارة ..

حتى أسمع الجرس ، فَيرفُ له قلبي ، وتسعدُ له روحي ، فأتنفسُ الصعداء ، وأدعو لأهل بيتها بالشفاء ...!



:

هادي كتب:

صباحك
عطر
كلمات تعبق بالحب والجمال
وحروف صاغتها أناملك الرقيقة
من الدرر والمرجان
معزوفة رائعة ترنمنا بلحنها
داعبت أوتارقلوبنا
تراقص على أنغامها نبضنا
دمت بكل الحب والخيروالجمال

مساؤك معطر بشذى الياسمين

لإطلالتك رونق متألق

يوازي رقة حروفك

وجميل عباراتك

يسعدني مرورك العطر

أما إطراؤك فهو وسام يكلل هامتي

أشكرك للحضور الجميل

ودي وعبير الورد