وإن لم ألقاك.....
وصفوك وقالوا لي عن وصفك كثير
قالوا أنك غصن ندي يتثنى في ربيع الحياة
قالوا أنك زهرة يداعبها الندى
قالوا أنك وردة أحمرّت وجنتاها من قبلات النسيم
قالوا أنك حالي القد أبلج مخضب بلون الجمال العجيب
قالوا أنك طيف ساحر يسري في دنيا الأحلام
قالوا انك حلم جميل يتراءى للعيون الحالمة في خلوة أماكن
وقالوا أنك أعذب من لحن الصبا
وأصفى من برد السحاب
وأطّيب من المسك ومن عطور الياسمين
وصفوك وقالوا لي عنك كثير
وكانت كل كلمة في وصفك تأمرني أحبك..
وكل معنى يأخذني إليك
فبدأت قصة غرامي من دون نظرة ولا مواعيد
ومن دون ما تعرف أني عشقتك
حبيتك وتعلقت بحبك
وبنيت لك في قلبي قصور ما غيرك سكنها
وغرست لك في روحي بساتين تتنفس من عبير حبك
ساعتها كل شي بدا في حياتي جميل
حتى أني أراك في كل شي
في عيوني في نظراتي في قلبي في خيالي
واحلم يوم ألقاك أني أحكي لك عن كل ما رأيته في غيابك
وبحكي لك عن أيام وليالي عشتها لك
فيها تمنيتك تسمعني أقول أحبك يا حبيبي,
فيها كنت اهمس لك من بعيد يا حبيبي كم أحبك
فيها كنت أظن انك تسمع همسي وتبتسم
وكنت استلهم من ابتسامتك كل فرحه أحس فيها أني أشوفك
أيام وليالي قضيتها في رحاب حبك
فليتك تفتح كتاب قلبي وتقرأ ما صغتهُ فيك
وليتك تتصفح أحلامي ؟
لكن أين ألقاك وكيف ألقاك؟
فأنت كما الطيف يزور فجر الأماني ويرحل
وأنا كما التائه بعد العاصفة يبحث عن آثار الرحيل
لا ادري كيف أقص أثرك على مسح الرمال؟
ولا ادري كيف أصل إلى عتبات مرفأك الأخير؟
آه أين ألقاك وكيف ألقاك؟
فأنت تبدو كما الورقة تطفو على الماء وسط موكب الريح
وأنا كما الغريق يستعطف الموج ينجيه
مجاديفي كسرها الموج
فكيف أبحر إليك وسرعة الريح تمزق شراعي؟
آه أين ألقاك وكيف ألقاك؟
فأنت كما القمر في السماء بين النجوم,
وأنا كما الجالس على أطراف المساء تحت ركام الغيوم
أناظر وميض ظلّك في غسق الدجى
ولا أدرك نورك
فكيف أزيح مسافات بلغت عنان السماء؟
وكيف أتوسل النجوم تزفني إليك؟
فلا املك حيله غير الانتظار
والى متى انتظر؟
فليتهم ما وصفوك ولا قالوا لي عنك كثير
وليتني ما سمعت عن وصفك شي
تركوني خلف الأمل احسب أيامي وانتظر
وخلّوك أنت تتحمل ذنب ما عانيته من هواك
لكني عذرتك
لأني أخفيت حبي بين سطور الصمت وأرسلته في بريد الخيال
وكتبت لك عنواني على كف الصبح
وكلما شرقت الشمس اخذ الشروق عنواني معه
فيرجع حبي إلى حيث أنا بلا عنوان
فكيف تعرف أني أحبك؟
لا ادري,,
أهي أقداري حجبتني عنك؟
أم أن أقدارك خلتني أقف عند باب الصمت؟
أم هو الخوف من الاعتراف؟
فقلي كيف اعترف لك؟
أحبك وإن فرقتنا الأيام
فقد علمني الحب فنون الصبر على نار البين
لأني أخاف تنتهي قصتي في صفحة الذكريات
وأبقى ذكرى حزينة
لا لا أنا لستُ ماضي وانتهى
أنا في نعيم الحب حاضر أعيش قصتي معك
وقصتي في حاضري كأنها لم تبتدي
كأنها لم تبتدي
فلن أسأل الحب عنك دام أنك في مهجتي
ولن أشتكي حرقة الأشواق دام حبك أنت يطفئها
فلولا حبك ما سعد قلبي ولا رق
ولا كانت للدنيا أي معنى
فسأظل أحبك وإن طالت قصة زماني
واحبك وإن لم ألقاك...
كتبت هنا ذات يوم !!!!!
مخرج
من عتمة الليل النهار راجع .... ومهما طال الليل بيجي نهار