في انتظار الحبيب ...!!
يبرّح بنا الشوق ويستبدّ بنا الحنين ...
ودّعناه ستة أشهر في العام الماضي،
ندعو ونرجو أن يتقبّل الله عملنا فيه،
ويجعلنا من عتقائه، وها نحن ذا نستقبله
منذ ستة أشهر نتضرّع إلى المولى -عز وجل-
أن يبلّغنا إياه، وأن يجعلنا من شهوده هذا العام....
نترقب رمضان ترقّب الحبيب إلى الحبيب....
وانتظار اللهفان إلى غائب ينتظره أن يعود ...
ننتظر الشهر الحبيب حتى تشيع المشاعر النقية الصافية
في حياتنا، وتتطهر قلوبنا من أوضار الدنيا
وزينتها وزخارفها...
ننتظر رمضان حتى يأنس المسلم بأخيه،
وقد اطمأن أنّ الشياطين مصفّدة،
وأنّ الرحمة والمرحمة هي التي تفيض بها النفوس
وتوزع منها غـــادية رائحة، مسبّـــــحة بحمد ربها،
مـــتـــــغنّية بالقـــــرآن(غناء أمتي القرآن)،
لسانها رطب بذكر الله، آمنة مطمئنة لا تخشى
وساوس الشيطان ولا همزات الشياطين...
أهلا بشهر الفيوض الرّبانية، والمنح
التي يمنّ بها الله على عباده كرماً ورحمة
إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان
ينظر الله إلى الصائمين من أمته،
ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً...!!
الملائكة تستغفر لهم كل يوم وليلة
طيلة شهر رمضان، يأمر الله جنته
أن تستعد لعباده، فقد أوشكوا أن يستريحوا
من تعب الدنيا إلى "دار كرامتي"
!! وإذا كانت آخر ليلة من رمضان غفر الله لهم جميعاً!!
"لو يعلم العباد ما في رمضان
لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان".
صدقت يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم...
أهلا بشهر الجود والسخاء ...
أهلا بموسم الخيرات شهر مضاعفة الأعمال والأجور...
سئل النبي صلى الله عليه وسلم:
"أي الصدقة أفضل؟ فقال: صدقة رمضان".
"من سقى صائماً عند فطره سقاه الله من حوضه
شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة".
صدقت يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم.
رمضان
يا أمل العصاة والمذنبين ...
شهر العائذين بحمى الرحمن راجين
شفاعتك وهم بين صوم وقرآن وذكر وقيام ...
أهلا بك يا زينة الشهور...
كيف لا تتشوف النفوس إلى لقائك
وقد انتظرتك طويلاً تلهج بأكف التضرع
والدعاء أن يبلغها الله إياك ...
ها أنت توشك أن تطل علينا
فيطل الخير، ويشيع الأمان والأنس ...
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.