أرأيـــت صـنــع الله فـــي الأكــــوان ؟!
وشــهــدت قــــدرة ربــنــا الـرحــمــن ؟!
ونـظـرت بــالأرض الفسيـحـة ينـعـهـا
بـجـمــال غــــرس بــاهــر الألـــــوانِ ؟
وشخـصـت بـالأجـواء طـيــرا سـابـحـا
بخـفـيـف ريـــش حـــاذق الـطـيــرانِ ؟
وتــركـــت فــكـــرك ســـارحـــا مــتــأمــلا
نــهـــرا بـــمـــاء دافــــــق الــجــريــان ؟
وجـعـلــت نـفـســك تسـتـبـيـح مـراتـعــا
شــتــى مــــن التـسـلـيـم والإذعــــانِ ؟
وكــــــــذا فــــــــؤادك يــســتــلــذ بــــآيــــة
نــزلـــت مــــــع الآيــــــات بــالــقــرآنِ ؟
وســـرت بـروحــك خـشـيــة وسـكـيـنـة
مــمـــا أتـــــاك بــشــرعــة الــفــرقــان ؟
ونـطــقــت جــهـــرا قــائـــلا بــضــراعــة
(سـبـحـان ربـــي) الـواحــد الـديــانِ ؟
سـبـحـان رب الـعــرش جـــل جــلالــه
رب الــــوجــــود الــــواجــــد الـــحـــنَّـــانِ
خــلـــق الـخــلائــق بـاســطــا أرزاقـــــه
للـنـاس جـمـعـا فـــي حـمــى الـبـلـدانِ
مــن كــان مـنـهـم بالـرسـالـة مـؤمـنـا
أو كــان منـهـم فـــي دجـــى الـكـفـرانِ
وأفــــاض خــيــرات الـعـطــاء عـلـيـهـمُ
وأمـــــدهـــــم بــســخـــائـــه الـــربَّـــانــــي
فالمـاء يهطـل مــن سحـائـب فضـلـه
ويـفـيــض فـيـضــا هــــادر الـطــوفــانِ
عــذبــا رطـيــبــا سـائــغــا مـسـتـرســلا
ســحـــا غــزيـــرا ســـابـــغ الـفـيــضــانِ
وإذا أراد الله أمـــــــســـــــك قـــــــطــــــــره
عـــنـــا لـنــلــقــى أجـــــــدب الأركـــــــانِ
ويــكــون بـالـبـيــداء قــحـــل رمـالــهــا
والــصــخــر خــــــر لـهـيــبــه بـــأوانـــي
وتـنــاقــل الأحـــيـــاء عــنــهــا حـــرهـــا
بــــــمــــــفــــــازة الآلام والأحــــــــــــــــــزانِ
وإذا تـنـامـى الـعـشــب فــــي آكـامـهــا
بـــنـــدى الــبــكــور بــطــلــه الــهــتــانِ
ظـــــل الــرعـــاة بــمـــا أفــــــاء إلــهــنــا
حـــــول اخــضـــرار الأَبِّ بـاطـمـئـنــان
حـتــى يـجــيء الـمــاء فــــي أمــطــاره
خــيـــر الــســمــاء بـبـهــجــة وأمــــــانِ
يتـضـرع الإنـسـان إن لاقـــى الـضـنـا
من عسـر عيـش الضنـك والحرمـانِ
وإذا اسـتـحـال الـعـسـر يــســرا وارفــــا
ينسى ... فبئس مسالك الإنسانِ !
بـئــس الـذيــن بـعـيـشـة فــــي نـعـمــة
دون الـــتــــزام فــريــضـــة الــشــكـــرانِ
والله أكـــــــــــرم شـــــاكــــــرا بـــــزيــــــادة
أمـــــا الـكــفــور بـخـيـبــة الـنـقــصــانِ
سبحـانـه مـــا بالـبـحـار مـــن الـعـطـا
مــــن جـــــوده بـضـخـامــة الـحـيـتــانِ
والـلـؤلــؤ الـمـكـنـون فـــــي أصــدافـــه
يـــزهـــو بـحـلــيــة زيـــنـــة الــنــســـوانِ
بـنـعــومــة الأســـمـــاك لـــحـــم لـــيــــن
تـحــيــا بـعــشــب أحــمـــر الــمــرجــانِ
والـفــلــك فـــيـــه مـــواخـــر بـمـســارهــا
بالمنـشـئـات عـلــى مــــدى الأزمــــانِ
وعــذوبــة الأنــهــار تــجــري بـالـهـنــا
بـــشــــراب ري الــبــاحـــث الــظـــمـــآنِ
ومـسـالــك الآبـــــار تـحــفــظ مــاءهـــا
فـــي بــطــن أرض الـخـيــر بـالـخــزانِ
وفــصــول عــــام بالـتـتـابـع صـيـفـهـا
وخــريــفــهـــا وشـــتـــاؤهـــا بـــعـــنــــانِ
وربـيـعـهــا يــأتـــي بـــزهـــر ضـــاحـــك
مــتــألـــق الــــروضــــات والــبــســتــانِ
مـسـتـجــمــع آلاء حـــســــن بــــاســــم
بـمــروج دوحـــات الـجـمــال الـهـانــي
والـطــقــس حـــــر واعــتـــدال أو بـــــه
بـــــــــرد وثــــلـــــج جــــامـــــد بـــبـــنـــانِ
مـــن صـنــع ربـــي كـــل شـــيء إنـــه
رب عـــظـــيـــم واســــــــــع الأكــــــــــوانِ
فــــلــــه مــــجــــرات وأفــــــــلاك بــــهـــــا
تمضـي الكواكـب فـي مـدى الــدورانِ
بــنــظـــام تــرتــيـــب الإلـــــــه بــــقــــدرة
ومــشـــيـــئـــة لـــلــــقــــادر الـــمــــنــــانِ
ونــجــوم آفــــاق الـفــضــاء تـنــاثــرت
تـــبــــدو بــأبــعـــد مـــوقــــع ومــــكــــانِ
تـهـدي الـسـراة إلــى اتـجـاه مسـارهـم
بـالـلـيـل نــحـــو مـنــاطــق الـســريــانِ
ولـــنـــا مـــجـــال لـلـحــيــاة بــأرضــنـــا
بـــهــــوائــــه تــتـــنـــفـــس الـــرئــــتــــانِ
وإذا استـبـاح الـطــرف نـظــرة لـمـحـة
لــتــأمــل ســـاحــــت بـــــــه الـعــيــنــانِ
فـالـمــرء يـغـشــى سـابـحــات حــولـــه
فـيــهــا عـظــائــم مـنـتـهــى الإتـــقـــانِ
ولــــــه دقـــائـــق خــلــقـــه سـبــحــانــه
فــيـــمـــا نــــــــراه بــــدقــــة الإمــــكـــــانِ
كالـذر والنحـل الــدؤوب ومــا انتـهـى
بــالــرمـــل والــصــخـــرات والأطـــيــــانِ
وكمـثـل مـــا سـكــن الـدمــاء بخـفـيـة
فــيــهـــا جــراثــيـــم أتـــــــت بــطـــعـــانِ
بــالــداء تـفـتــك بـالـجـسـوم سـريـعــة
بــســمــومـــهـــا بـــبـــشـــاعــــة الأدرانِ
جـنــد الإلـــه لـهــا انــطــلاق مـفـجــع
كـالـبــرق تــهـــزم أمــهـــر الـفــرســانِ
فالله يبـعـث مــا يـشـاء عـلــى الـــذي
شـــــــاءت مـشـيــئــتــه بــلـــمـــح الآنِ
وَيَــمُــنّ فــضـــلا بـالـفـضـائـل جـلــهــا
لــعــبــاده بــالــبـــرء مـــــــن أشـــجــــانِ
فـتـرى العـطـاءات الـجـسـام بطيـبـهـا
لـلـمـؤمــنــيــن بـــشـــامـــل الـــغـــفـــرانِ
وتـــــرى ابــتـــلاءات أتـتــهــم كـيـفــمــا
يـقـضـي بـلـطـف الـعـفــو والــرضــوانِ
وتــــــرى اعــتــبــارا لــلــذيــن تـمـعــنــوا
فـــي هــــذه الـدنـيــا بــصــدق جَــنَــانِ
دنــيـــا حــوتــنــا بــاحــتــدام أمـــورهـــا
حـــتـــى نـــعــــود لـــبــــرزخ الأكـــفــــانِ
لــتــراب أرض كــــان مـنــهــا خـلـقـنــا
فـيــهــا نــكـــون بـمـحـتـوانـا الــفــانــي
إمـــا كـــروض مـــن مـحـاسـن جــنــة
أو قــــــد تـــكـــون بــحــفــرة الــنــيـــرانِ
ونــقــوم يــومــا لـلـحـســاب بـمــوقــف
صــعـــب أمــــــام الـــحـــق والــمــيــزانِ
هــــوّن عـلـيـنـا يــــا كــريــم حـسـابـنـا
واســـمـــح لـــنـــا بــســعــادة بــجِــنَــانِ
أنــــت الـعـفــوُّ وأنـــــت أنـــــت إلـهــنــا
امـــنــــن عــلــيــنــا ربــــنــــا بــحـــنـــانِ
أنــــت الــــودود فــودنــا يـــــا ســيـــدي
بالـعـفـو عـــن زلـــل وعـــن عـصـيـانِ
ســبــحــانــك اللهم ربــــــــي بــــارئـــــي
أغـــفــــر خـطــايــانــا بـــكــــل زمـــــــانِ
شــفــع نـبـيــك (أحــمــدا) فـيــنــا لـــــه
مـنــك الـقـبــول بـأحـســن الإحــســانِ
وانـصــر إلـهــي أمـــة الــهــادي لــهــا
فــيـــك الــرجـــاء بــأصـــدق الإيــمـــانِ
(سبحـان ربــي) مــن لـدنـه مواهـبـي
لـــتـــكــــون دومــــــــــا درة الـــــديـــــوانِ
صـلـى الإلــه عـلـى النـبـي المجتـبـى
طـه الرسـول المصطفـى العدنانـي !
والآل والأصـحــاب جـمـعـا مـــا أتــــى
نــور الصـيـام بشـهـره الرمـضـانِـي !