ليس بالخبز يحيا الانسان ..!!
يخرج الانسان من رحم غامض الى رحم الحياة الاكثر غموضا..
يشرع الزمن يستهلكه..يختلس ثواني حياته وساعاتها والايام ...
ويوما ما يقال له:لم لا تحتفل بميلادك؟؟...لم لا تطفئ الشموع؟؟!!
يصدّق الناس ويبدأ يطفئ الشموع تباعا شمعة تلو شمعة ..
وهو لا يدري أنه في واقع الامر إنما يطفئ سنوات العمر ويقترب
من النهاية...يقترب من الاجل المحتوم...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الانسان ذلك المعلوم المجهول ذلك المخلوق الغريب ..
ذلك الكائن الذي لا يزال يبحث عن تعريف لنفسه ..
ويشعر في ذات الوقت أن جزءاً منه مفقود..ينقب عن هذا الجزء..
ترى أين يمكن للانسان ان يجد جزأه المفقود هذا ام سيبقى المفقود الى الابد!!!
لقد عرّف الانسان نفسه بأنه حيوان ناطق!!
واخيرا رفض غشاء العقل النفاذ
إنفاذ هذا المفهوم العقيم لما يحويه من نقص...
لان الانسان في جوهره عقل وإرادة..
عقل يخطط وإرادة تنقل الخطة من حيز الجمود الى حيز الوجود..
الانسان يتخبط في هذه المعمورة يحاول ان يفهم الحياة واسرار الوجود...
ان الحياة عبارة عن رجل وأمرأة(رجل+امرأة=الحياة)
وماعداهما خُلقَ من اجلهما..
فنحن لم نخلق لنأكل ونشرب ونتكاثر فحسب...
ولكن كل الاشياء
المادية خُلقت لنا ونحن خُلقنا لهدف اسمى يتجاوز الماديات
وينطلق الى عالم الروح
كي تكون الاطار والخيط العام الذي يقودنا الى الحقيقة
التي تكون الحياة بدونها عبثا وجنونا وتعاسة..
ليس بالخبز يحيا الانسان ..!!
لماذا يصر الانسان على ان يتعلم كل شئ حول الذي خُلقَ له
وأن ينسى كل شئ
حول الهدف الذي خُلق هو من أجله!!
إنه الهروب...وسر الضنك والشقاء والقلق والارق...
إذ ليس بالخبز وحده يحيا الانسان..
وليس الانسان من يقول(( أنا ومن بعدي الطوفان))
وليست الحياة حفنة من شعير وعلى الدنيا السلام
السعادة الحقيقية هي: حالة صلح الانسان مع ربه وخالقه ورازقه
ثم مع نفسه والناس من حوله ..
وإذا انتهت حالة الانسان مع ربه ورازقه فلا صلح مع نفسه
ولا مع الناس من حوله اذا ينهار اساس السعادة
لانه اساس من تراب وتسقط الجدران
والسقوف لا نها سراب ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ان السفينة بلا ربان لا يمكن ان تنتقل بعشوائية
من خضم الهيجان الى بر الامان...
وانت..انت أيها الانسان ربان سفينتك
ومسيّر دفتها فأين سترسو بها؟؟؟