بعد ان تتوارى الشمس خلف الغيوم
في لحظة غروب باردة ودعت تلك الارض أشعة الشمس
التي كانت تدفئها ,هكذا هي أرواحناعندما تعانق أرواح
اخرى تلتقي بها يوما على وجه هذه الارض فتدنو منها
فترى في هذه الارواح النقاوة والصفاء,الحب والتضحية,
الحنان والدفء فتلتصق بها وان كانت الاجساد متباعدة الا ان ارواحهم
جمعهم مكان ما فأصبحو بالحب روح واحدة في جسدين اواكثر.
تظل تهيم تلك الارواح وتطير في سماء السعادة والمرح والشقاوة ,
يخفق قلبهم فجأة خفقة خوف ووجل الا انهم لايعيران
تلك الخفقة أي اهتمام فهم لايريدو أي شي يعكر صفو سعادتهم .
ظنو ان السعادة تدوم بالتحليق مع تلك الارواح ابد الدهر
ونسو ان دوام الحال من المحال وانه لايوجد على وجه الارض
سعادة ابدية كما انه لايوجد حزن مطلق .
ذهبت أرواحهم تجري وتمرح على شاطى البحر
وفجأة ثارالبحروارتفعت أمواجه, تسابقت الارواح في الابتعاد عنها
وأصبحت تجري وتجري سريعا دون أن تلتفت خلفها
خوفا من ذلك البحرالهائج ,كانو يجرون وهم متمسكين ببعضهم
خوفا من فراق احدهم للاخر وظلو متمسكين بايدي بعض
الى ان اجتاحتهم الامواج وفرقت بينهم .
تطايرت الارواح وتبعثرت في كل مكان ,
واصبحت كل روح بعيدة عن الاخرى بسبب
ما اصابهم من طوفان وهيجان للبحر.
ذهبت كل روح تهيم لوحدها وانتهى وقت سعادتها
التي كانت تتمنى ان لاتنتهي مع تلك الروح الاخرى,
أصبحت كل روح في جهة تمشي وعيناها تترقب ماحولها
علهاتجد الروح التي افتقدتها او علها تجد من يطمئنها على ماافتقدت .
كل روح منهم رجعت لجسدها منهكة النفس
وبدا الاعياء من شدةالفراق وخفق ذلك القلب القابع في الجسد
بآلم لكن هذه هي الحياة لايدوم فيها فرح .
وغرُبت شمس تلاحمهم,
وتراجعت اشعة حبهم متوارية خلف غيوم السماء
,مختفية وللابد تحت جنح الظلام..
وهكذاتمزقت الأرواح وبقيت الاجساد تئن فوق الارض
لسنوات مريرة من الفراق والسبب هيجان!!
وهذيان قلم فاض حبره