حاجتنا للكلمة الطيبة
إن نفوسنا تترقب كلمة طيبة لعلها ترتقي نحو الأمل ولعلها تسمو نحو باب النجاح .
إن الكلمة الطيبة تخرج ممن طاب خلقه وصفا قلبه .
وعند التأمل في كتاب ربنا نجد أن هناك إشراقات لاختيار الكلمات, يقول ربنا تبارك وتعالى : ((وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ))[البقرة:83]
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي: كلموهم طيبًا، ولينُوا لهم جانبًا .
ويقول تعالى : (( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ))[الإسراء:53].
مما نحتاجه :
- مع والديكالذين كانت حياتهم لك ولأجل أن ترتقي في سلم النجاح, يا ترى هل أنت ممن تميز في اختيار أجمل الكلمات وأحسن الألفاظ معهم وتمتثل لقول ربك
(( وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))[الإسراء:23] أم أنك ممن يجيد فن الجرح لقلوب طالما تألمت لتسعد ..
- في البيت هل تجيد المرأة أن تستقبل زوجهاحينما يقدم من عمله بكلمة طيبة, لعلها تخفف عنه هموم العمل وضغوطه ومشكلاته أم أن الزوجة تستقبله بعبارات باردة أو عتاب متكرر في سبب التأخر أو نقاش في قضية أحد الأطفال ؟.
- هل يستطيع الزوج أن يُهدي زوجته كلمة طيبة بعد إعدادها لتلك الوجبة الجميلة أو بعد قيامها بترتيب المنزل ؟ .
إني أتساءل هل يقوى الزوج على أن يصرح لزوجته بالحب والمودة أم أن الحياء أو عدم القناعة أو عدم التربية على تلك المعاني يمنعانه من ذلك الكمال في الاختيار للكلمات ؟ .
- في العمل الوظيفيهل يجيد المدير العام أن يرسل كلمات تحمل الثناء والحب والتقدير للموظف الذي يستحق الإشادة .
- في المجتمع الدعوي نتمنى أن يسمع الناس منا الكلمات الطيبة التي تدل على رحمتنا وشفقتنا بهم مهما بلغت ذنوبهم وخطاياهم .
- في القطاع التعليمي للبنين والبناتهل نحن نسمع من المدرسين والمدرسات عبارات فيها الأدب الراقي والذوق الرفيع والتثبيت على معالي الأمور ؟ .
أم أن المدرس ينتقي من قاموس كلماته أسوأ الألفاظ وأدنى العبارات ليسقط الطلاب في بحار الفشل والنقد الهادم .
- إخوتك وأخواتك يحبون منك أن تنتقي لهم كلمات الحبوسرد الذكريات الحسنة والهدوء في تصحيح الخطأ, ولا يحبون منك قسوة الكلمة وجرح المشاعر, فلم لا ترتقي مع إخوتك وأخواتك وتكون خير مثال لهم في إهداء الكلمات الطيبة ؟.
إن كلمة هادئة لأخيك أو أختكتحمل في طياتها الحب والتقدير أو الاعتذار سوف تصنع في القلوب ما لا يخطر في بالك من الحب والسلامة والصفاء .
- وأنت مع زملاء الحياة وأصدقاء الزمن هل تمارس بين الفينة والأخرى " الكلمة الطيبة " عبر اتصال أو رسالة جوال أو بريد, أم لعلك ممن غلب عليه " الغفلة " فكان مع الزملاء " عدواً " و " ثقيلاً " وهو لا يشعر , وكان من أولئك الذين لا يفرح أحد بلقائه وما ذاك إلا بسبب لسانه وكلماته التي تسقط الرجال وتهوي بهم نحو الهاوية .
- في البيت وأنت مع أولادك " البنين والبنات " يا ترى أأنت ممن يهدي كلمات الحب والثناء والرحمة والتشجيع أم أنك ممن فاز بالمركز الأول في فن الإسقاط وإلصاق التهم بأسوأ الكلمات والألفاظ ؟.
- مع العمال والخدمستضفي الكلمة الطيبة عليهم مزيداً من العمل والحب لصاحب العمل , وهذا أنس رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ولكنه لم يسمع من رسولنا صلى الله عليه وسلم كلمة أف , فأي سمو كان عليه هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
فعجباً لكلمات تصنع في الأمة أئمة ومشاريع كبرى .
فرسالتي هنا :عود لسانك على انتقاء الكلمة الطيبة فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا, ولعلك تحذف من قاموسك كلمات التجريح والتثبيط , فو الله إنها لا تزيدنا إلا تأخراً وتراجعاً .