من الذي سرق شمل الأسرة ؟؟؟

من الذي سرق شمل الأسرة ؟؟؟



حينما يحين وقت العشاء يجلس الأب كعادته في مقدمة المائدة فينظر حوله يمنة ويسرة ..

ينادي الأم : يا أم فلان أين الأولاد ؟

تجيب الأم قائلة : سيأتون الآن ..

ينتظر الوالدان .. دقيقة .. دقيقتان .. ثلاث .. أربع !!

تنادي الأم على الأولاد : يا أبنائي .. لقد حان وقت العشاء ..

يرد إبراهيم بصوت مرتفع : سأتابع المباراة يا أمي ..

ترد سُمية وسمر : يا أمي ألا تعلمين أن الليلة هي الحلقة الأخيرة من المسلسل : ) .

تقوم الأم من مكانها لتدخل غرفة وليد وإذا به كعادته عاكف على الإنترنت : )

أما الطفل المدلل ( هيثم ) فهو مشغول بألعاب البلاي ستيشن ومن الصعب قطع اللعبة

بعد أن وصل لمراحل متقدمة :boxing:..



مشهد يتكرر مئات المرات في معظم الأسر ..

أمام هذا المشهد المصغر لواقع بعض الأسر تتراءى أمام ناظري هذه التساؤلات :

من الذي سرق شمل الأسرة ؟

ماذا فعل الإعلام بأسرنا ؟

هل الإعلام سيطر علينا حتى صار هو الحَكم وله الحل والعقد حتى فقدنا السيطرة على ذواتنا ؟

هل سلمنا أنفسنا طواعية للإعلام حتى صرنا رهن له ؟

هل أصبح العكوف على وسائل الإعلام والشغف بتتبع ما استجد على القنوات الفضائية أو الإنترنت أحب إلى البعض من جلسة عائلية

يتبادل فيها جميع الأفراد قضايا تهمهم تتخللها أحاديث ودية توجد نوعاً من زيادة الألفة والإنسجام بين الأسرة !

هل من المعقول أن بعض الأسر ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ لا يكادون يجتمعون على مائدة واحدة وهم في مسكن واحد !.



إلى متى هذا التمادي وغياب مفهوم الإرشاد الأسري بين أبوين لم يفهما من مصطلحات التربية الحديثة شيئاً يؤهلهما للقيام بالمسؤولية التي
أنيطت بهما !

إلى متى يرضى البعض أن يخرب بيته بيدية عبر ما تبثه القنوات الهابطة فيقبل أن يُعرض الخنا والفجور ومساؤى الأخلاق في عقر داره !:11_horror:

إلى متى يتخلى البعض عن تربية أولاده ويسلمهم طعماً شهياً للقنوات الفضائحية لكي تدمر فيهم كل منابع الخير وتشوش فطرهم وعقيدتهم ثم

تزج بهم بعد فترة في أوحال الفساد والإنحلال الخلقي !

ها هي ثمرات الغثاء الإعلامي الهابط تُترجم على هيئة سلوكيات منافية لهويتنا الإسلامية ، ومن ينظر لواقع أمتنا سيرى تلك الأجيال التي

هي عبارة عن تربيه نسجت خيوطها القنوات الفضائحية وبعض مواقع الإنترنت التي هي امتداد لما تبثه القنوات الفضائية الهابطة .


كل ذلك حدث في الوقت الذي تخلى الأبوان عن التربية الجادة والتوجيه السليم ...

أعود لأقول : أما آن الآوان أن نعي ونفقه معنى قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة

عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) سورة التحريم آية 6 .

أما آن الأوان أن تعود الأسر إلى ربها بعد أن فرطتْ وتساهلتْ وضيعتْ .. !

دعها الآن تبدأ من الصفر فالإعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل ، وأول ما تبدأ به هو إيجاد حلول جذرية أولها وسيلة الإقناع

بخطورة وسائل الإعلام الهابطة ثم استبدالها بقنوات إسلامية ترشد وتوجه وتصلح سائر أفراد الأسرة .

وإذا كان البعض يتهم القنوات الإسلامية بالجمود فأدعوه إلى أن يتفحص جيداً باقة قنوات المجد بالذات ليدرك حقيقةً أنها تجمع بين الفائدة

والمتعة والتسلية في إطار إسلامي محافظ .

لقد آن الأوان أن نبني جيلاً واعياً ترعاه أيدي أمينة وتحميه من فتن ومدلهمات آخر الزمان .

وبتضافر جهود وسائل الإعلام المحافظة وبالتربية الجيدة سيكون للجيل معنى آخر ، وللأسرة عنوان حضارة ورُقي فكري .