وأمامنا ما لا تراه أعينناوما كنت لأكونه اليوم لولا بشرا كأنهم الملائكة ..
زمنا مضى لم تعرف حروفي شعورا يملاؤها
لا حزنا ولا فرحا .. لا الما ولا لذة .. لا تعاسة ولا سعادة ..
ولم اعهد العتاب ولا المديح لمن اعزهم واحبهم
لقد كانت نظراتي ومعاملتي وخطواتي تحمل الكثير
وكل من راها ادرك ما تحتويه ..
لم اكن اكتب عن اعماقي
ايمانا مني ان ما بالقلب اكبر من حرف يكتب
او كلمة تقال ..
اليوم وانا انظر الى احزاني والامي ومواجعي
وبيني وبينها الاف الكيلو مترات راحلة عني..
كأنها تنظر الي مودعة ..
لكم تخيلت الحزن ماثلا امامي قائلا سيدي
كم اجلّك واحترمك .. سيدي لولا العجز لكنت السعادة واالفرح
لعينيك ..
اخي القارئ لن تصدقني ان قلت لك انه لمن العجيب ان تشتاق لحزنك
وان تجد نفسك غريبا بعيدا عن انت الامس في ثياب اليوم الانيق
عن اناس ما برحوا بجانبي لو الروح طلبتها منهم وهبوها
ان مما ينغص حاضري الاكثر بهجة مما مضى
ان كثيرا منهم لا يمكن ان اراهم ثانية ..
ما يجعل حزني يستوطن سعادة اليوم
ان وفائي لهم لن يكون اكثر من دعوة او وقفة امام رفاتهم ..
لقد كنت ادرك يوم ان وقفت اقدامي على الاجداث
مذهولا من فاجعة رحيلهم ان لن تتكرر صورامثالهم امامي
ما بين الحين والاخر فيما مضى وهبتني الحياة شخصيات اسطورية
ما برحت ان اخذتهم الاقدار ..
تلك الهبات جعلتني لا ارى في البشر كثيرا من المغريات ..
جعلتني اعتزل العالم كثيرا وكثيرا لاني لم اعرفه الا بهم ..
ويجهل الانسان احيانا ان من حوله يحبه .. تعمى اعيننا لفواجعنا
عن هبات حاضرنا ..
عندما تكون في اتعس واصعب حالاتك وقد دب اليأس في عروقك
وتجد من يساعدك شخصا لم تكن تتوقع منه وليس بينك وبينه الكثير
هناك من البشر من ياتي ليساعدنا ولا يريد مقابلا منا
ثم يودعنا مبتسما وفي عينيه بريق السعادة ان قدم لنا شيئا ..
لم اكن اريد كثيرا من هذه الدنيا لكني كنت اتمنى سعادة اؤلئك الذين تمنوا سعادتي
بحق ..
وان لم يكن من يأتي ابدا كمن رحل
لكن تتفاجئ ان تجد دموعا للفرح او الحزن من اجلك .. ومن اجلك فقط ..
ان تكتشف وانت تغادر كم هم الذين يحترمونك ويعزونك ؟؟!!!
ليس حديثي عن غراميات بل عن حياة اكبر من هذا ..
وانا على ثقة ان حولكم من لا تراهم اعينكم ؟
لذا ان كنت وحيدا تفقد من حولك جيدا .. وتذكر ان حتى اؤلئك الذين
يسببون لك الالم ليس بالضرورة انهم يكرهونك بل العكس احيانا قد يكونوا يحبونك
ويجرحونك لاسباب مختلفة ..
كم هم الذين قابلتهم يشكوا ابا له او اما تسئ معاملته
وقد يكونوا يحبونك بشدة لكن جهلا او خوفا او حماقة يسيؤون معاملتك ..
لست هنا لاقول لك انني اعيش سعادة مطلقة .. فالحياة احزان وسرور وجمالها
في هذا التنوع ...
انما انا هنا لاني ببساطة لا اريدك ان تنغلق على نفسك اكثر مما ينبغي
لشئ سئ حصل في حياتك وتتجاهل اعواما
قلوبا وحياة وفرصا كفيلة ان تمنحك سعادة ما كنت ترجوها
وتذكر انني لا اقصد بكلمة قلوبا الحب الرومانسي
بل الحياة اكبر من هذا ..
والحقيقة انني عندما اعيش تجربة مدفوعة الثمن احب ان اوفر عمن حولي دفع تلك التكاليف ..
ان استطعت الى ذلك سبيلا ..
طمانينة روح وراحة بال وسعادة قلب ارجوها لكم ..