تحذير من نقل القصص من كتاب دلائل الخيرات

قال العلامة المحدث الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش - رحمه الله- :
فهذه تنبيهات على كتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار
في ذكر الصلاة على النبي المختار - صلى الله عليه وسلم -
تأليف أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي السملاني ...

دعاني إليها ما أشتهر وذاع أن كثيرًا من الناس قد أولعوا بقراءته
اغترارًا بما حوى من كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ...
ولكن لجهلهم بالحق الصريح وتقليدهم لآبائهم ...
لم يعلموا ما في صفحاته من التوسل المبتدع والغلو المفرط
والشرك المنافي لدين الإسلام ...

فكتبت ما يسره الله تعالى وسميته ( الألفاظ الموضحات لأغلاط كتاب دلائل الخيرات ) ...

قد أشار
خير الدين وانلي إلى كتاب دلائل الخيرات
فقال في كتابه المسمى " دليل الخيرات وسبيل الجنات " ص: 251 ...

قال لم يقتصر صاحب دلائل الخيرات على اختراع صلوات ما أنزلها الله
ولا نص عليها رسوله صلى الله عليه وسلم
بل راح يخترع الأحاديث في فضل هذه الصلوات وينسبها للرسول ...
بل اخترع أحاديث قدسية في فضل من قرأ هذه الصلوات ...
ثم ذكر من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائتي اسم ... وقال ص 254
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالغاز مبهمة كقوله
اللهم صل على سيدنا محمد حاء الرحمة وميم الملك ...
وقال في ص 256، وقد راح يصف الله تعالى بصفات لم يصف بها نفسه
كقوله يا أزلي يا أبدي يا ديمومي لا يعلم أحد حيث تكون ... انتهى

وهذا أوان الشروع في المقصود

قال : ( وبعد هذا فالغرض في هذا الكتاب ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضائلها
نذكرها محذوفة الأسانيد ليسهل حفظها )

9- أقول : هذا يوهم أنها قوية وليس الأمر كذلك
كما ستقف عليه بل فيها الصحيح والحسن وفيها الضعيف وفيها الموضوع

قال : ( وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي في كتاب
لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب )

10-أقول : هذا الحديث روي من طرق وكلها ضعيفة
كما ذكره السخاوي في القول البديع ص251،250 ونقل تضعيفه عن ابن الجوزي
وابن كثير والذهبي وغيرهم وذكره موقوفًا من كلام جعفر بن محمد وقال ابن القيم وهو أشبه .
قال : ( وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى علي
يوم الجمعة مائة غفرت له خطيئته ثمانين سنة )

11-أقول هذا الحديث ضعفه السخاوي في القول البديع ص194، قائلاً :
لم أقف على أصله مرفوعًا وفي لفظ آخر ثمانين مرة إلى آخره ،
وقال رواه الخطيب وذكره ابن الجوزي في الأحاديث الواهية

قال : ( وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
للمصلى علي نور على الصراط ومن كان على الصراط من أهل النور لم يكن من أهل النار )
12-أقول : قال السخاوي في قول البيع ص195أخرجه ابن شاهين في الأفراد وغيرها
وابن بشكوال من طريقة وأبوالشيخ والضياء من طريق الدارقطني في الأفراد أيضًا
والديلمي في مسند الفردوس وأبو نعيم
وسنده ضعيف
وهو عند الأزدي في الضعفاء من حديث أبي هريرة أيضًا لكنه من وجه آخر ضعيف أيضًا
قلت ولفظه الصلاة علي نور على الصراط دون آخره والله أعلم
قال : ( يا هو يا من لا هو الا هو
يا أزلي يا أبدي يا دهري يا ديمومي )
84- أقول : جعل [ الهو] من أسمائه تعالى
وسؤاله به يحتاج إلى دليل
واثبات الأسماء والصفات له تعالى توقيفي
ولم يرد مثل هذا في الكتاب والسنة فلا يجوز أن يسأل الله تعالى به لقوله تعالى :
( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )
ولا يجوز جعله من الأسماء إلا بدليل لأنه من القول على الله بلا علم ...
قال شيخ الأسلام :
( ... فان من قال [ يا هو يا هو ] أو [ هو هو ] ونحو ذلك
لم يكن الضمير عائدًا إلا إلى ما يصوره قلبه والقلب قد يهتدي وقد يضل )
وقد صنف صاحب الفصوص كتابًا سماه " كتاب الهو "
وزعم بعضهم أن قوله ( وما يعلم تأويله إلا الله ) معناه
وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو ...
حتى قلت مرة لبعض من قال شيئًا من ذلك لو كان هذا كما قلته
لكتبت الآية : ( وما يعلم تأويل هو ) منفصلة ... إلخ
قال بالسيد البدوي باب المصطفى ، بحر الفتوة والمكارم والندا

وبعابد المتعال قطب زمانه ، فهو الوسيلة للملثم أحمدا

بالشاذلي وبالدسوقي المرتضى

بالقادري والرفاعي أحمد

وبشيخنا وملاذنا العريان من خفر الحجيج هو المسمى أحمدا

وبشيخنا وملاذنا البكري من حاز الولاية والكرامة والهدى

بملاذنا الليثي بحر عطائه عن البرية للأحبة والعدا قطب الزمان ومعدن العرفان

من قد كان يشهد للحقائق محتدى علم الهدى كالشمس في إشراقها

كم ذا أجار المستغيث وأيدا الله ينفعنا بهم وبحبهم )
96- أقول : ... قوله ( وملاذنا ) شرك أكبر ينافي التوحيد
لأن اللياذ عبادة لا تصلح إلا لله ...
وهؤلاء الذين جعلهم ملاذه لا قدرة لهم على شيء من ذلك
لأنهم ما بين ميت وغائب وعاجز ...
أن الاستعاذة بالله عبادة ولهذا أمر الله بالاستعاذه به في غير آية
وتواترت السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
قال الله تعالى ... : ( فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) ...
فان استعاذ بغيره فهو عابد لذلك الغير
كما أن من صلى لله وصلى لغيره يكون عابدًا لغير الله
كذلك في الاستعاذه ولا فرق ...
... : ( وانه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )
ووجه الاستدلال بالآية ...
أن الله حكى عن مؤمني الجن أنهم لما تبين لهم دين الرسول
صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ذكروا أشياء من الشرك
كانوا يعتقدونها في الجاهلية من جملتها الاستعاذة بغير الله ...
وقوله ( بملاذنا الليثي بحر عطائه عم البرية )
كلام باطل لا يليق به ولا يصلح
وانما الذي عم البرية بعطائه هوالله عزّ وجلّ ففي هذا من الشرك بالربوبية مالا يخفى
وأما سؤاله بهؤلاء فهو من البدع ...
وأما هؤلاء الذين ذكرهم وأطراهم وبالغ في مدحهم فهم بين من ليس بأهل لذلك
ولم يعرف بفضل يوجب مثل هذا أو قريبًا منه
وبين من عرف له فضل وتحقيق ولكن يوجد قبله وبعده من هو مثله أو أفضل منه
فلا وجه لتخصيصه
فأما البدوي
فهو كما قال ابن العماد الحنبلي في الشذرات 345:5
أحمد بن علي بن محمد بن أبي بكر البدوي ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة
ولم يذكر له مناقب تقتضي هذا الغلو فيه
بل ذكر أشياء دل على أن ما اشتهر به أحوال شيطانية مثل :
ما ذكر أنه سمع هاتفًا يقول ثلاثًا قم واطلب مطلع الشمس فإذا وصلته فاطلب مغربها
وسر إلى طندتا فان فيها مقامك أيها الفتى فسار إلى العراق فتلقاه العارفان الكيلاني والرفاعي
أي بروحانيتهما فقالا يا أحمد مفاتيح العراق والهند واليمن والمشرق والمغرب بيدنا
فاختار أيهما شئت فقال لا آخذ المفتاح إلا من الفتاح
قلت : فاعرض هذه القصة على الكتاب والسنة
يتبين لك أنها حال شيطانية من وجوه
منها قوله : ( قم واطلب مطلع الشمس فإذا وصلته فاطلب مغربها )
فإن هذا لا يبلغه إلا من مكن له مثل ذي القرنين كما قال الله تعالى :
( انا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا ) الآيات
ومنها قوله : ( فتلقاه العارفان ... ) إلخ
كيف يعقل أن يتلقياه بعد موتهما يقظة سواء كان ذلك بأبدانهما أو بروحانيتهما
وانما تلقاه شيطانان لبسا عليه
ومنها قولهما : ( مفاتيح الهند والعراق والمشرق والمغرب واليمن بيدنا )
فان هذا لا يقوله مسلم وانما ملك هذه بيد الله عزّ وجلّ ...
وذكر أشياء مثل هذا القبيل وكلها أحوال شيطانية منها
قوله : ( وكان لا يكشف اللثام عن وجهه فقال له عبد المجيد : أرني وجهك
قال : كل نظرة برجل ، قال : أرنيه ولو مت فكشفه فمات حالًا)
فانظر إلى هذه الأفعال الشنيعة المخالفة لهدى سيد المرسلين وسادات الأولياء
أفكان أحد منهم يستر وجهه
وأدهى من ذلك وأعظم كونه اذا نظر إليه أحد مات
وهذه إلى أن تكون من الكبائر أقرب منها إلى أن تعد من الكرامات
فما الذي أباح قتل المسلم المعصوم بغير حق
وهذا غاية ما يكون عن الجهل والحمق ...
فاذا تقرر أن البدوي لم يعرض بشيء من حال الأولياء الصادقين
فالعجب ممن عبده من دون الله وتعلق عليه وأعظم من ذلك ادعاؤهم أنه يتصرف في الكون
منقول
اللهم فقهنا في الدين ودلنا على الصواب دائما