في لحظة ما ....مجنونة
من الأحلام ما لا تأتي أبدا....وحينها قررت أن اطوي الصفحات
في لحظة ما....
كانت مجنونة
جنون يأس عسير
....من حلم جميل كبير....
خطه الوجدان دون أي إكراه ولا تحت أي تأثير....
في لحظة ما....
كانت تنعى الزهور ...
بخجل وحياء.....
ذوات الخدور....أطيافا من المنى والنور.....
إمتلات بها أسارير الدنيا حبور....
في لحظة ما....
تدلت أعناق الرؤى....
مطأطئة لحن النشيد.....
وتنازلت بكل الدنا عن بعض ما أرادت
وما تزال تريد.....
لأنها وبكل بساطة في لحظة مجنونة ...
جنون العقلاء.....
قررت بعض المنى......مغادرة خضرة الأرض وزرقة السماء.....
هي الأحلام....تلك الخطوط الجميلة كجمال العذارى
واصلها من حرير.....
تنسج بساط الحلم في هواء يطير.....يختار أسماء تلتهمها الذاكرة
فتصير جزء لا يتجزأ منها.....
وتنتعل أهدافا تسطر على مسيرتها....
فيصير التفكير في الطرق الموصلة إليها هو الهم العظيم.....
لكن به دفء النعيم....
لأن في منتهاه اللذة والسرور....
وعسل التلاقي مع نسيج الحلم الذي أصله من حرير....
لكن في الدنيا رياح.....
ومن الرياح ما يغير مجرى السفن لحكمة لا يدركها سوى خالقنا جل وعلا....
وإن كانت الحكمة في مصلحتنا
فكثيرا ما نبكي عندما نصاب بألم في الذاكرة التي التهمت بعض الأسماء....
وغصبا سينتزع منها ذلك الجزء الحبيب....
كانه بضعة من قلب حنون....ترميها أيادي القدر بحكمة ....
لكن....كم فيها من ألم
ويتغير ....بكل روية مجرى السفن......
وتنزلق أبواب البشرى على أعتاب الذكرى....
يا قلبا .....كم تحملت وكم تتحمل
من غصص الذكرى.....
وانزلاق البشرى......
يا ندا العيون....
كم تمهلك اللحظات لتحرري مجرى المقل من لمعان عنيف يجتزئ النفس آهات
تتجرعها المآقي في لحظة حكيمة من القدر.....
أيتها المآقي.....
ألم تجتمع فيك يوما كل المتناقضات؟
أبسمة ترتسم فيك قبل ارتسامها على الشفاه.....
وهي تنقل البشرى.....
بشرى الفرح
بالبساط الأخضر ولون السماء.....
نسيج الحلم....
أو بعض نسيج الحلم يطأ الحقيقة .....
فينثر تجاعيد جميلة على كل محيا تغمره البشرى.....
أيتها المآقي.....
أطيف من أطياف الكدر يلعن اللحظات.....
لولا الإيمان بالقدر....
ثم تهوي منك أشباه قطر الندى....
لكنها مالحة....
تحاول أن تستبقي فرحا من نسيج الحلم......
حينما تتشبع بملوحة الأزرق الذي لا ينتهي اتساعه وهو يقبض في شغف وفي شرف على لون السماء......
جزء من الحلم......
ملوحة البحر تتشربها العيون الحزينة لتبسط الذكرى....
وتجمّل الحاضر بأشباه متألقة ومتآلفة مع الحلم.....
بعد سير حثيث....مع النجوى....
تسارع الرؤى الحكيمة في تلطيف هواء الذكرى بشيء من زهور البشرى.....
وحينها.....
تقرر في لحظة ما مجنونة....
التنازل عن بعض الحلم.....
الذي تكدست أطيافه فصارت حجابا للرؤى عن غيره ....
وفي لحظة ما مجنونة .....
تقرر أن تنعى الزهور ....
زهور الحلم.....
والذاكرة
لتقرر بكل عقلانية وإصرار أن تطوي كل الصفحات الحبيبة....
صفحات الحلم الوردي.