إســـتــغاثـة

السلام عليكم
أشعر وكأن ألف عين تراقبني وتحدق في الآن بانتظار ما سأكتب .. بحياتي لم أشعر بهكذا حرج .. يا اللــــه
أولاً .. أنا سني 45 عام .. لست شابا عشرينياً أو ثلاثينياً .. وإن كان مظهؤي العام وملامحي لا توحي بأني أتعدى أوائل الثلاثينات
إطمئنوا .. لن أسرد قصة حياتي ، فلا أنتم ستهتمون ، ولا أنا سأقدر ، ولا الوقت سيتسع
لكن كتقديم موحز .. فأنا نشأت وتربيت بشكل تسوده القيم الدينية المعتدلة وروابط الأسرة المتماسكة على كل المستويات
في صعيد مصر .. أعدني عمي رحمة الله عليه وبتكليف من أبي لأكون مقاتلاً محارباً
أبي رحمة الله عليه كان ضابطاً بمكان مرموق بالجيش .. وكان نائباً للحاكم العسكري في غزة بأوائل الستينات
وحين وقعت نكسة 67 .. أبي أصيب وتم أسره وقضى 13 شهراً في معتقل بتل أبيب .. مدة طويلة بالأسر أكاد أكون حفظت تفاصيلها وتفاصيل ما ذاقه من عذاب خلالها ، وهذا من كثرة ما قص هو علي وحكى لي عنها
لهذا أراد أبي أن يعدني لآخذ له بالثأر .. له ولغيره من رفاق وأصدقاء منهم من نال الشهادة ومنهم من تعذب ومات بأسر اليهود
عمي علمني ضرب النار وأنا بعد في السادسة من عمري .. وحين كنت في الثامنة كنت أستطيع فك وتركيب أي سلاح وأنا مغمض العينين
لم ألعب مع أقراني .. أذكر في يوم أن ضربني ولد يكبرني بأعوام .. فعدت للدار باكياً .. ما أن رآني عمي أبكي حتى صفعني وأطار اثنتين من أسناني
قال لي صارخاً أن الرجل لا يبكي .. وحدها النساء تبكي .. هههههههه .. جيد أنه مات حتى لا يراني الآن
يومها عهد بي إلى صديق له بالقاهرة .. كان صديقه مدير أحد الأندية الرياضية الشهيرة .. وانتقلت أسرتي من الصعيد للقاهرة بحكم عمل والدي الذي ترك الجيش وعمل بالتربية والتعليم .. كان وقتها معلماً للغة الإنجليزية .. ترقى بعدها إلى أن صار مدير تربية وتعليم
المهم .. إنتقلنا للقاهرة وصار جل وقتي أقضيه بالنادي .. مارست الكاراتيه والملاكمة والفروسية والسباحة والتجديف وكرة القدم وطبعاً الرماية
لم يكن لدي وقت حتى للذهاب إلى المدرسة .. كنت أتغيب كثيراً بسبب انشغالي في التمرين بعشر رياضات تقريبا من الصباح إلى المساء ويوميا
سأختصر مشواراً كبيراً لن يهمكم .. المهم .. تخرجت ضابطاً مقاتلاً
شاركت في العديد من العمليات الحربية .. كان آخرها حرب تحرير الكويت
اصبت في مطار علي السالم خلال الحرب .. وتركت الخدمة .. كنت برتبة نقيب
تزوجت زواجاً تقليدياً إراضاءاً لأبي الغاضب من تركي للجيش .. كانت ابنة خالي وأنجبت منها ابنتين
سافرت للسعودية للعمل وبقيت فيها منذ حوالي 20 سنة .. كنت أنزل مصر على فترات متقطعة بأجازات متقطعة
في البدء كانت زوجتي معي هنا .. وحتى ابنتي جاءوا للدنيا هنا بالسعودية .. وحين وصلت ابنتي الكبرى للصف الأول الثانوي نزلت مع أختها وأمها لمصر
عشت لوحدي هنا قرابة أربعة أعوام ولم أنزل مصر إلا مرة منذ عامين ولمدة شهرين بعد أن اشتد المرض بأبي ثم توفاه الله ولحقت أمي به بعد 40 يوم
آخر ما كان يربطني بمصر قد انقطع بوفاة أبي وامي
أعرف أنكم ستقولون منتقدين: كيف يا رجل؟ وماذا عن زوجتك وابنتيك؟ .. ألا تتقي الله فيهم
الأمر معقد ولا استطيع كشف تفاصيله .. لكن باختصار شديد .. أنا بالنسبة لهم مجرد ماكينة صراف آلي .. أرسل لهم النقود بنهاية كل شهر وخلاص
سبق وطلقت زوجتي منذ سنتين بآخر مرة كنت فيها بمصر وبعد وفاة أبي بأقل من شهرين
ولكن مراعاة لابنتي رددتها مع اتفاقنا أنا وهي على أن حياتنا معا قد توقفت .. هي فقط ديكور شكلي أمام الناس
أنا بحياتي لم أعرف غير الحرب والصحراء والمأموريات
إجتهدت وحصلت على بكالوريوس تجارة ثم دبلوما في التسويق من أمريكا
سافرت كثيرا جدا شرقا وغربا .. نمت بأفخم الفنادق بباريس ولندن ونيويورك وكوبا والصين وأمستردام ووارسو وموسكو
ونمت بأنفاق تحت الأرض في غزة أو متعلقاً بشجرة
قتلت كثيرين أيام خدمتي بالجيش .. لا أرى منظر الدم غريباً .. لا أحب الأغاني ولا التليفزيون ولا مشاهدة الأفلام أو المسرحيات
أتعامل بكثير من القساوة والصلابة مع أعتى وأشد أنواع اللم جسدياً ونفسياً
إختبرت كل وأشد ما يمكن أن ترونه بأبشع كوابيسكم .. كنت في سلاح شديد الخصوصية وهذا جعلني أرى الكثير وأعرف الكثير وأختبر الكثير
أنا صارم تماما في العمل .. لي معارف كثيرين جدا وليس لي صديق واحد
منذ عام .. إلتقيت عبر الفيس بوك بفتاة تونسية .. هي أستاذة للغة العربية .. حاصلة على ماجيستير
كان سنها 33 عام .. ليست مراهقة ولا أنا مراهق .. أحببتها
نسيت أن اخبركم أني بحياتي لم أحب ولم يرتجف قلبي لامرأة ولا لحدث أو موقف .. اللهم إلا يوم موت أبي ثم أمي
معها .. إختبرت مالم أختبره في حياتي من مشاعر وكأنها تمت زراعتها فجأة في روحي
كان المفروض أن اسافر لتونس لأخطبها وأتزوجها بعد 3 شهور فقط من الآن
كنا نتحدث عبر سكايبي حين يتيسر لها ولي الوقت .. لأنها كانت تعمل بمعهد لغات
خلال عام كامل .. الآن يتبقى فقط أسبوع ليكتمل عمر العلاقة عاماً .. وخلال العام حدثت بعض الخلافات بسبب اختلاف الثقافات والعادات والقيم
إلى أن وقع الفراق منذ أسبوعين .. حاولت جهدي إسترجاعها دون جدوى
هي ترى أني متزمت .. لأني أرفض ارتدائها ملابس يعتبرونها في تونس (عادية) وشائعة
ليس فقط نوعية الملابس .ز بل والتصرفات والمواقف
إلى أن كانت النهاية عندما سقطت هي على السلم ببيتها وأصيبت بكدمة وتورم بسيط بالرقبة .ز لم يكن الأمر خطيراً أو تسبب في كسور مثلا .. وفوجئت أنا بأنها ذهبت لأخصائي علاج طبيعي .. عرفت بهذا ليلتها بعد أن ذهبت له ليكشف عليها
جن جنوني وثرت وغضبت وكانت هي كالمعتاد هادئة حد البرود .. وقالت لي : هو طبيب ويرى مئات الأجساد العارية كل يوم .. فقلت لها ولكنه رجل .ز فقالت : هو لم يتهعامل كذكر .. وهنا فاض بي .ز فأخبرتها أن ما تراه هي (عادي) أراه أنا بالضبط كأنه خيانة .. كيف تقبل فتاة أن تتعرى أمام رجل ويتحسس ويتفحص جسدها ويدلك هنا وهناك كتفيها وظهرها ورقبتها .. المهم هي وكأنها ما صدقت .. صارت لا ترد على اتصالاتي ولا رسائلي
إنتهت العلاقة .. لكن ما بداخلي لم ينته ولن ينتهي
هي المرة الوحيدة التي وقعت فيها في فخ الحب اللعين .. وليتني ما فعلت
رجل مثلي عاش محارباً وكرمته بلده أكثر من مرة .. يجد نفسه بنهاية المطاف كأنه ورقة شجر تقلبها الرياح في الخريف
أشعر بانعدام توازن وضياع وفقد وغربة بحياتي لم أشعر بها
أشعر بوحدة قاتلة وبحياتي لم أحتاج لأي إنسان .. لكن خطئي أنني أحببت صدقاً وفعلاً
كنت اصحو يومياً وانام على صوتها .. كنت ارى الدنيا طوال اليوم من خلال وجهها .. وللأسف ما زلت
حبي لها استقر في مكان أبعد من حيث يوجدا الكبرياء والاعتزاز بالنفس .. ولو عاد الزمن للوراء فلن أختارها ولكن أيضاً لن أريد سواها
هي رفضت رفضا تاما حتى أن ترد .. لا على الهاتف ولا على رسائلي
عطلت حسابها على الفيس بوك واختفت
حاولت الاتصال بصديقتها المقربة لها لتتوسط حتى أتناقش وأتحدث معها .. دون جدوى
أمس ليلاً صديقتها ارسلت لي تقول : توقف عن ملاحقتها وانساها .. واذهب لرؤية طبيب نفساني
هذه هي المهانة التي وصلت لها .. حين احب بصدق فأنا أأتي أمراً منكراً وأعاني خللا يستدعي - في رأيها - الذهاب لطبيب نفساني
أرسلت لها رسالة أخيرة على هاتفها أشكرها وأتمنى لها السعادة ووعدتها بألا ألاحقها
طيب .. وماذا أفعل وهي تلاحقني بذاكرتي وعقلي وروحي؟؟؟ .. كيف افر من هذا ؟ .. لا اعرف
أطلت .. أعرف .. واعتذر .. أتمنى أن اجد ردا يساعدني

الأخت العزيزة / المحبة في الله
أثمن وأقدر صادق اهتمامك وحرصك ومؤازرتك ورغبتك الجادة في إيجاد حل يخرجني مما أنا فيه
وأمام هذا الحس الإنساني المفعم بالخير أجدني عاجزاً عن اختصار إمتناني وتقديري في أي كلام لأنه لن يفي أو يكفي
من مساويء الحياة .. أن الإنسان يكتشف متأخراً ما كان يجب أن يكتشفه مبكراً .. والأسوأ أنه حين يعرف ويكتشف الصواب يكون الوقت قد فات
لو سألتيني عن أفضل وصف أصف به الحياة من وجهة نظري فسأقول : أرجو ألا تكون الحياة (نكتة) .. لأنها لم تضحكني ولم أفهمها حتى أضحك عليها
الآن وأنا بنهاية الطريق لدي كل الوقت والكيفية لأتأمل كل ما فات .. كمسافر وصل محطته الأخيرة وتلقائياً يستعيد بعقله كل محطاته السابقة
أمس .. إتصلت بطبيبي وسألته : هل وارد أنك مثلاً قد أخطأت في تقدير الوقت المتبقي لي؟
سكت ولم يرد فعاودت نداءه فقال أن الأعمار بيد الله وحده وأن الأمر قد يكون قبل أو بعد الشهر بأسبوع على حسب حالتي النفسية ومدى استقرار ضغط دمي .. وكرر علي ملحا أن أعود للمستشفى
عموماً .. أنا فكرت في كلامك وردودك وأيضاً ردود الأعضاء ولا أحب أن أبدو أمامك وامامهم كطفل غاضب يرفض تناول الدواء .. أو كرجل ضعيف لا يقوى على فراق حبيبته التي لا تستحق
أعرف أنها لا تستحق .. وأعرف أنني من خدع نفسي بالاستمرار في علاقة كنت أدرك أنها يوماً ما ستفشل
والآن .. أرى أن ما أحسسته من حب وما عشته من مشاعر كان أثمن وأجمل وأرقى من أن أوجهه إلى تلك الفتاة .. أذكر يوماً أن ثرت فيها لعدم تجاوبها معي شعوريا في موقف معين .. فقلت لها : (أحياناً اشعر معك وكأني بحب إبن عمي مثلا) .. فلم تغضب هي حتى وردت ببرود (مشكلتك أن مشاعرك حارة) .. ويوم ان قالت هذا أدركت أن هذه العلاقة ستصير يوما ما إلى فشلوأخبرتها أن ما تراه هي (مشكلة) .. تتمناه الكثيرات من رجالهمن وأنه حلم أي مرأة هو أن تكون مشاعر حبيبها تجاهها مشارعر حارة
كنت في أعماق عقلي أدرك أنها ليست مناسبة .. فقط لم أقدر على إنهاء العلاقة .. وحين حدثت أزمة ذهابها للطبيب ثرت أنا ورحلت هي .. والآن أفكر جيداً وأرى أن الله دائماً يرسل لنا الخير لا الشر
لا أعرف بالضبط وجه الخير فيما حدث .. ولكن هكذا هي طرق الله .. ليس شرطاً أن نفهمها دوماً ونراها واضحة جلية فنحن عباده وعلينا فقط أن ندرك أنه يريد لنا الخير
فقط لأننا عباد .. فرؤيتنا قاصرة ومحدودة ولا نستطيع دوماً أن نرى أوجه حكمته وغايته
لكني على قناعة وإيمان ويقين أنه لا يريد لي إلا الخير وإن لم أرَ ماهية هذا الخير في وقت الأزمة
ولهذا فأنا سأظل ما بقي لي من عمر ممتناً له بأنني أحببت
يعني على الأقل عشت عاماً في سعادة لا توصف .. ووالله .. هذا العام قياساً بالأربعة وأربعين عاماً الباقية كان يستحق
أحمد الله وأشكر فضله وأرضى بقضائه وقدره

الأخت الكريمة / هاجــــر
أشكرك جزيل الشكر لاهتمامك الكريم وردك واجتهادك في المتابعة والقراءة
وبغذن الله ربنا كريم وسيجعل لكل إنسان مخرجا

الأخت الغالية / المحبة في الله
ردي الأخير كان واضحاً .. قلتُ أنني مؤمن بأن الله يريد لي الخير وإن كنت لا أراه أو فهمه الآن ولكني على يقين وقناعة بأن ما حدث كان به وجه للخير ليس علي إدراكه .. وقلت أنني اتصلت بطبيبي على أمل أن يقول أنه أخطأ .. أي أنني لست مشتهياً الموت وإن كنت أستريح لفكرته باعتباره راحة
أختي الغالية .. أنت لا ترين الصورة كاملة .. هي كالآتي : أنا بلا أهل ولا اسرة ولا وطن ولا اصدقاء ولا هدف وحاليا أيضاَ ولا عمل ، واضيفي أن صحتي متردية .. بالله عليك .. لماذا أتشبث بأي أمل في أي شيء؟
وبالمناسبة فالحمد لله أنا أمنت أسرتي بمصر مادياً بما يكفيهم هم واحفادهم
لست مستسلماً بقدر ما أنا واقعي .. وغذا كنت في يوم قد أرحت علاء صديقي واخي رحمه الله .. فلا اقل من أن أرتاح انا ايضاً .. لا أسعى مثلا للانتحار والعياذ بالله .. ولكني أتعشم في رحمة الله
أتفهم وأقدر أن تبلغيني بأنك تتمسكين بحياتي رغم أنه لا معرفة بيننا .. وهو امر طبيعي تماماً .. ولو أنني قرأت موضوعاً على النت الآن مشابه لموضوعي فمن المؤكد أنني سأكتب لصاحب الموضوع أدعوه للأمل والتفاؤل وكل هذا
سخرية القدر أن الآن مرت 45 دقيقة على سنة جديدة من عمري الممل .. لأن 15 سبتمبر يوافق تاريخ مجيئي لهذا العالم الذي لم ارَ منه إلا الجحود والنكران والنبذ واللم والتعذيب والكراهية سواء على مستوى الوطن كنظام ودولة أو حتى على مستوى الأهل .. معظم من عرفتهم كانوا خونة وباعوني .. معظم من كنت أموت في سبيل إيماني بالدفاع عنهم باعوني وأولهم بلدي
أي حياة وأي أمل وأي تشبث بالأمل وفي ماذا ومن أجل من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حسناً .. سأتحفك بلآتي وأمتعكم .. في عام 2007 كنت مع زوجتي وبنتي في السيارة متجهين من القاهرة للإسماعيلية .. وتم إطلاق النار علي في الطريق من سيارة مجهولة للجميع ومعلومة لي .. سيارة لها علاقة بتواجدي في غزة على فترات ولها علاقة بأمور قذرة أعرفها وأعرف أطرافها .. أمور تضم تواطؤ وبيع وخيانة وعمالة يريد الكثيرون لها وحتى اليوم أن تموت معي .. ولها علاقة بمبارك وشلة طرة .. ولها علاقة بالكثير والكثير .. لكن الأمن وقتها رأى أنها (سيارة مجهولة) .. ولم تكن مجهولة .. من كنت أقبل أن يرسلوني للموت بأوامرهم رأوا انها (سيارة مجهولة) .. وزوجتي كان رد فعلها وهي تعرف كل شيء تقريباًُ .. قالت لي: عاوز تكمل في الطريق ده .. وعاوز تموت .. روح موت بعيد عننا
يومها طلقتها .. حتى زوجتي وأم بناتي .. باعتني
شيء قذر ومقرف أن يعمل الإنسان كأنه خادم لناس لا تستحق ولا تقدر .. بل ويكونوا أول من يقذفونه بالحجارة والأوساخ
تماماً مثل الكلاب الواقفين ألآن عند السفارة ألأمريكية يقذفون الأمن بالطوب والمولوتوف
لم أر بهذا العالم إلا الوضاعة والدناءة والحقارة والخسة والتآمر من ناس يظنهم الجميع ملائكة
قرفت حتى النخاااااااااع
فأرجوكي أختي .. ارجوكي .. لا تكلميني على أني ضعيف أو مستيسلم أو ان الأمر من أجل فتاة
وأكرر قسمي لك بأنها لو جاءتني الآن لقتلتها .. وما اسهل القتل عندي
أنا فقط (قرفان) من نفسي بكل صورة .. أشعر كمغفل كبير .. الكل استخدمني واستغفلني ثم باعني وخانني

أرجو يا أختي الغالية / المحبة في الله .. أن تقبلي اعتذاري عن حدة ردي وانفعالي .. هي بالطبع ليست موجهة لك .. لكنها انعكاس لما أشعر به تجاه كل شيء .. اتفهم واشكر بكل قوة حرصك على أن أمر مما أنا فيه الآن .. ويعلم الله كم أن ممتن لك وأحييك واحترمك وأقدرك .. أنا فقط ضقت ذرعاً بكل شيء .. وكما قلتي أنت .. نعم أنا تحملت الكثير والكثير والكثير
والله أنا تحملت ما لا يخطر ببال أحد في أسوأ كوابيسه .. تحملته عن رضا وقناعة بأنني أفعل الصالح وأؤدي واجبي وأفعل ما أؤمن أنه الصواب وما تقاعست عنه جهات كانت عليها مسئولية والتزام تجاه الناس
لم أفعل هذا مناً بل اقتناعاً .. ولو عاد الزمن بي للوراء ألف مرة كنت سأختار نفس الطريق
لم لأنتظر شكراً .. وإن كنت نلت أكثر من تكريم فأعلم تماماً أنه كلن ذراً للرماد في عيوني ومع هذا تغاضيت وقبلت أن أضحك على نفسي وآخذ منه الجانب المضيء فقط وأقول لنفسي : بلدك كرمتك فماذا تريد؟ .. كنت اعرف أنه تكريم تمهيد لأمور اخرى ولكني اخذت الجانب الطيب .. ومازالت شهادات التقدير محنطة على جدران بيتي بمصر .. ربما حتى تتباهى بها بناتي يوماً أمام من سيأتون لخطبتهم .. لن أكون حاضراً وقتها .. لكن بعض مما فعلته من أجل بلدي سيكون حاضراً في صورة شهادات تقدير محنطة على الجدران
لم أطلب تكريما ولا أريده .. اكره هذا لأن أيا كان ما فعلته فقد كان واجبي .. وأرى أنني كان يجب محاسبتي لو قصرت .. ولا يجب تكريمي إن اديته .. لأنه لا شكر على واجب ولا منة لأحد على بلده
ولكن وبالمقابل .. لم أتوقع أبداً أن يبيعني الجميع وينكرني الجميع ويخونني الجميع .. حتى أني في وقت من الأوقات كنت أشك أنه ربما انا المخطيء .. فهل الكل على خطأ وأنا فقط على صواب؟؟؟
عموماً .. يكفي هذا القدر من الحديث .. فقط أردت أن أكرر اعتذاري لك وامتناني لطيبتك وصفاء نيتك وصادق رغبتك في مد يد العون لي .. أقدر واثمن وأعتز بكل هذا منك
تقبلي خالص احترامي وتقديري أكرمك الله