الدرس الأول في همة الصحابة والتابعين في طلب العلم

الدرس الأول في همة الصحابة والتابعين في طلب العلم
جماع التربية إنما يقوم علي علم نافع وعمل صالح
أما العلم النافع فقد نالوا فيه الدرجات العالية كان لعمر جار، وكانا يسكنان في أعالي المدينة، وكانا يتناوبان النزول عند رسول الله صلي الله عليه وسلم) ليعلم أحدهم ما نزل من خبر الوحي فيعلم صاحبه والعلم ما كان يراد منه نزالا، إنما يراد منه العمل والصحابة علموا أن طريق العمل، إنما يكون مبنيا علي علم صحيح، فتسابقوا إلي تحصيل هذا العلم لذلك خرج جابر بن عبد الله، مسيرة شهر إلي عبد الله بن أنيس، في طلب حديث واحد ، وخرج أبو أيوب الأنصاري،
إلي عقبة بن عامر، من الشام إلي مصر ليسمع حديث خشي أن يموت قبل أن يسمعه انظر إلي علو الهمة في طلب العلم ، ولذلك سألوا الإمام الشعبي ، أنَّا أحرزت هذا العلم ؟ قال بنفي الاعتماد يعنى بالتوكل علي الله) والسير في البلاد،وصبر كصبر الجماد وبكور كبكور الغ راد
ولذلك لما سأله سائل عن مسألة قال خذها بغير شيء وإن كان الرجل منا يرحل من الكوفة إلي المدينة
الإمام أحمد رحل إلي الثغور والشامات والسواحل ،ومحمد بن طاهر المقدسي بال الدم مرتين في طلب الحديث كانت لهم همة عالية في التجرد لتلقي العلم، أبو العالية يقول كنا نسمع الرواية في الكوفة فلا نرضي بها حتى نأتي أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم في المدينة نأخذها عنهم مشافهة، ما كانوا يفترون بتغير الطقس ورداءة الحال
إذا ما كان يؤذيك حر المصيف ،،، وكرب الخريف وبرد الشتاء
ويلهيك حسن جمال الربيع ،،، فأخذك للعلم قل لي متى
فصرفوا الهمم لتلقي العلم النافع والعمل الصالح
وهذا فيه إشارة إلي أن المكارم منوط بالمكارة، وأن السعادة لا تعبر إلا علي جسر المشقة، ولا تقطع مسافاتها إلا علي سفينة الجد والاجتهاد قال مسلم في صحيحة قال يحيي بن أبي كثير لا ينال العلم براحة البدن لأنه بالعلم النافع يرفع الله أقواما ويضع آخرين، كثيرا من علماء السلف ، كانوا من الموالي والعبيد وإنما شرفوا وارتفعت درجاتهم بهذا العلم النافع
ولما دخل سليمان بن عبد الملك وكان أميرا، إلي عطاء بن أبي رباح الخراساني وكان شديد السمرة أفطس الأنف مستوحش الخلقة وكان يجيب سليمان وهو مشيح بوجهه وكان سليمان أميرا للمؤمنين
فقال لولديه قوما ولا تكسلا في طلب العلم فإن هذا لهو الشرف فو الله ما أنسي هذا الذل بين يدي هذا العبد الأسود ، بالعلم النافع يرفع الله أقواما ويضع آخرين ، كما قال أبو إسحق الألب يري:
لئن رفع الغني لواء مالٍ،،، لأنت لواء علمك قد رفعتَ
لأن جلس الغني علي الحشايا،،، لأنت علي الكواكب قد جلستَ
وإن ركب الجياد مسومات ،،، لأنت مناهج التقوى ركبتَ
ومهما أصدت أفكار الغواني،،، فكم بكر من الحكم استضفتَ
تفر من الهجير وتتقيه،،، فهلا من جهنم قد فررتَ
وكنز لتخاف عليه لصاً،،، خفيف الحمل يوجد حيث كنتَ
يزيد بكثرة الإنفاق منه،،، وينقص إن به كفا شددته
جعلت المال فوق العلم جهلا،،، لعمرك في القضية ما عدلتَ
وبينهما بنص الوحي بون،،، ستعلمه إذا طه قرأته
علم العليم وعقل العاقل اختلفا،،،
من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحرزت رايته،،،
والعقل قال أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصاحا وقال بأي،،،
الرحمن في فرقأنه اتصفا
فبان للعقل أن العلم سيده،،،
فقبل العقل رأس العلم وانصرفا
وقل ربي زدني علما
هذا هو العلم الذي الذي تحركت له الهمم عند سلفنا الصالح مع تواضع جم وهيبة، لأن المتكبر لا يتحصل من العلم شيء، وقد كان أبو يوسف في أول عهده في طلب العلم يجلس في مجلس أبي حنيفة،فكان أبي حنيفة إذا سأل سؤالا،تحرك أبو يوسف يمنة ويسرة يريد أن يعجل بالجواب قبل شيخه فكان أبو حنيفة يربت علي كتفه ويقول له كنت بليدا فأحرجتك المواظبة يريد أن يبين له مقام نفسه وكثير من الناس لا يحصل من العلم شيء كما قال الشاعر:
ودخلت فيها جاهلا متواضعا،،، وخرجت منها جاهلا مغرورا
لا يحصل من العلم شيء بل ينتفي تواضعه وينتقل إلي غرور ولذلك قال الشعبي : العلم ثلاثة أشبار،من نال الشبر الأول زعم أنه قد أحرز العلم كله ، وهو لا يزال بعتبة الباب،، ومن نال الشبر الثاني،صغرت إليه نفسه باعتبار أنه ليس بشيء،، أما الشبر الثالث فهيهات أن يناله أحد
أحبابي لفضلاء نستكمل الدرس الثاني من
همة الصحابة والتابعين في طلب العلم
اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم
اللهم آمين

اللهم امين
بارك الله فيكم المرشدى
وجعله فى ميزان حسناتكم

اللهم امين
بارك الله فيكم المرشدى
وجعله فى ميزان حسناتكم
الله يبارك فيك أخي الحبيب أبو ريهام نورت متصفحي
وأشكرك علي مرورك الكريم
ولا حرمنى من مرورك الرائع

اللهم امين
جَزَّاك الْلَّه خَيْر
وَكَتَب لَك الْأَجْر وَالْثَّوَاب
]وَكَتّبٌ لَك قٌصْرّآ فِـ ألجَنٌهِ
وَثَبَتّك عَلىْ دْيِنَ ألَأسِلَأمِ
لَـِ قَلِبٍك ألنَور
،،،،،،،،،،،
بارك الله فيكي بنيتي وملكتي وزهرتي
ونورت متصفحي ولا حرمني الله منك ومن مرورك الكريم
جزاكي الله خيرا وثقل الله به موازينك يوم القيامة
اللهم امين

احمد السويسي

اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم
اللهم آمين