الدرس الثاني في همة الصحابة والتابعين في طلب العلم

الدرس الثاني في همة الصحابة والتابعين في طلب العلم
ولذلك قال الشعبي :
العلم ثلاثة أشبار،من نال الشبر الأول
زعم أنه قد أحرز العلم كله ، وهو لا يزال بعتبة الباب،،
ومن نال الشبر الثاني،صغرت إليه نفسه باعتبار أنه ليس بشيء،،
أما الشبر الثالث فهيهات أن يناله أحد
ولذلك لما قدم هارون الرشيد المدينة ،استقبله كل الناس إلا مالك بن أنس
فبعث إلي مالك ، فقال مالك إن العلم يؤتي له،فجاءه هارون ،فاحتبسه مالك عند بابه
قال قد علمت أن الخليفة جاء يطلب حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فأردت أن أستعد للقائه
قال هارون إجعل لي مجلسا خاصا،،قال مالك إن الخاص لا ينتفع به
فجاء هارون في مجلس عام إلا أنه جلس في موضع متميز عن الناس فقال مالك وهو يلقي الدرس
حدثنا فلان قال أخبرنا فلان عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال من تواضع لله رفعه فجلس هارون حيث يجلس
الناس، بهذا التواضع وبهذه القدوة كان لعلماء السلف الهيبة في نفوس الناس
فهذا الواصف يصف مجلس الإمام مالك فيقول
يدع الجواب فلا يراجع هيبة،،، والسائلون نواكص الأذقان
نور الوقار وعز سلطان التقي،،، فهو المهيب وليس ذا سلطان
فالهمة لابد لها من تحصيل العلم الذي هو أساس هذه التربية
ولذلك النصوص حضتنا علي أن نلتزم هذا الطريق ،
من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلي الجنة
طالب العلم يستغفر له كل شيء،حتي النملة في جحرها والحيتان في البحر ليصلون علي معلم الناس الخير حتي الحيتان
في البحر ليصلون علي معلم الناس الخير ،والذي يسلك هذا الطريق له نصيب من الوراثة النبوية
فإن النبي صلي الله عليه وسلم لم يخلف دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أمة ولا عبدا
وإنما ورث علما نافعا من أخذ به أخذ بحظ وافرمن الوراثة النبوية هذا كان أجتهادهم في تحصيل العلم وطلبه
ثم إن هذا العلم يراد منه العمل لتتكون القدوة الصالحة ،أكثر ما يعاني منه مجتمعاتنا هو الانفصال بين القول والعمل
والحديث والسلوك
إذا نصبوا للقول قالوا فحسنوا ،،، ولكن حسن القول خالفه الفعل
وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها،،،أفاويق حتي ما يبر بها فعل
لم تقولون مالا تفعلون كبرمقتا عند الله أن تتقولوا ما لا تفعلون
يؤتي بالرجل يوم القيامة تنزلق أقتابه تخرج أمعاؤه يدور في النار كما يدور الحمار برحاه
يجتمع عليه أهل النار ، يا فلان أما كنت تأمرنا بالمعروف ،أما كنت تنهانا عن المنكر ما الذي جاء بك إلي النار
فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وكنت أنهاكم عن المنكر وآتيه
أما لا اتخوف عليكم مؤمنا ولا مشركا فإن المؤمن يحجزه إيمانه والمشرك يقمعه كفره ولكنى
أتخوف عليكم من الذي يقول ما تفعلون ويفعل ما تنكرون ، هذا هو عالم اللسان وفارغ القلب من خشية الله لأن
علامة الخشية أن تحول بينك وبين معصية الله تعالي ولذلك يقول الشاعر
يا أيها الرجل المعلم غيره،،، هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا،،،كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا،،،أبدا وأنت من الرشاد عديم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيها،،،فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول ويهتدى،،،بالقول منك وينفع التعليم
لا تنهي عن خلق وتأتي مثله،،،عار عليك إذا فعلت عظيم
هذا هو عالم اللسان وفارغ القلب من خشية الله لأن علامة الخشية
أن تحول بينك وبين معصية الله عز وجل
أحبتي في الله نستكمل في درس اخر من دروس همة الصحابة والتابعين في طلب العلم
نسأل الله تعالي أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهك الكريم اللهم امين

سلمت يداك على الطرح الطيب

لاعدمنـآ هذا التميز
يعطيكـ ربي العآفيهـ
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
ودي ووردي


تحياتي

وجزاكى الله مثله خيتي ياسمين
أنار الله قلبك بنور الإيمان
وملأ الله صدرك بنور العلم والعمل به
اللهم امين

سلمت يداك على الطرح الطيب

لاعدمنـآ هذا التميز
يعطيكـ ربي العآفيهـ
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
ودي ووردي
سلَّمك الله بنيتي روضة الجنة
والله ياروضة بتسعدني ردودك الرائعة
والتي تدل علي أستاذة جقا تحب العلم وتستقي منه
بارك الله فيكى بنيتي وجعله في موازين حسناتك
اللهم امين

احمد السويسي