على فراش المرض ..كل إنسان منا على مدار حياته
يتعرض إلى خلل أو ضعف فى جسده ، فيمرض ..
ومهما كان حجم المرض بسيطاً ..
يجد الأنسان نفسه مضطراً للرقود فى الفراش ..
ومهما طالت أو قصرت رقدته فى فراش المرض ..
يدرك على الفور مدى ضعفه وهوانه
وإن الدنيا لا تساوى شيئاً ..
وإنه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ..
ويظل معلقاً حتى يأتى الشفاء من الله .
على فراش المرضيتعرف الأنسان على حقيقته التى غابت
عنه
عندما ظن إنه يملك الصحة والقوة والمال ..
إنه بلا شك وجها لوجه فى مواجهة حقيقة ذاته
وإنه لا يملك شيئاً ..
وما هو إلا كائن ضعيف لا حول له ولا قوة .
على فراش المرضيرى الأنسان حقيقة كل من حوله ..
إنها محنة وشدة تجعله يرى بعينيه وقلبه ..
فمعادن الناس الحقيقة تظهر فى أوقات المحن ..
فمنهم من يقبل عليه ليساعده ..
ومنهم من يدير له ظهره هارباً .
على فراش المرضالأنسان يعيش فى محنة تحمل بين طياتها قلة حيلته ،
وعجزه على الوقوف بعد أن إختل توازنه ،
فيضطر للإستعانة بالآخرين ليتكأ على أكتفاهم ،
فيتعجب من أناس كان لا يهتم بهم ..
لكنهم مدوا إليه يد المساعدة ..
يالها من عظة .. وويلاً للغافلين ! .
على فراش المرضيوقن الأنسان بإن الصحة كنزاً ..
وإن الدنيا ضئيلة لا قيمة لها ..
فيدرك إنسانيته .. ويتلاشى كبرياؤه ..
ويفقد كل لذة فى الحياة ...
ويشعر بالضعفاء من حوله ممن أهلمهم فى عافيته .
على فراش المرضيندم الأنسان على قضاء عمره فى تفاهات الحياة
وفقد طاقته فيما لا يستحق ..
إنه فى ساعات التفكر ورؤية الحقيقة التى لطالما غابت عنه .
على فراش المرضيعلم الأنسان إن الغرور والكبر والتعالى ليس إلا مظاهر خداع .
فى فراش المرض ..
يوقن الأنسان بنعمة المشى على قدميه ..
وتناول الطعام كيفما يشاء ..
وإبصار عينيه لترى الأشكال والألوان ..
والنوم ملئ العينين .. إنها بالفعل ليس أموراً هينة ،
إنها نعمة من الرحمن عز وجل ..
ففى المقابل يرى من حوله أناس يتألمون ويتأوهون ..
سحقاً لكل من لا يتعظون ! .
على فراش المرضيشعر الأنسان بالقرب من الله دون حواجز دونيوية..
فيدرك لذة اللجوء إلى الله ،
يدعوه ويرجوه إن يشفيه ويرد له عافيته .
. ما أجملها من روحانيات خلقتها المحن والأزمات ! .
وختاماً ..
ربى إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين