أستاذ ُ الفضائل
رمضانُ وَافىَ والسُّرُورُ أطَلىَّ
والنَّورُ فاضُ على الوجُودِ وحلاَّ
لَمَّا بَدَا كَفُّ الهِلاَلِ مُسَلِّماً
شَهرُ الصِّيامِ من السَّمَاءِ تَدَلَّى
رمضان أحْيِا في النفوسِ مَحَبَّةً
وأذابَ حِقْداً في القلوبِ وغِلِّى
وأضاءَ مِحْرَابَ العبادةِ والسخا
والكون في ثوب المسرة صَلىَّ
فاستقبلوا ضيفاً أتىَ بحفاوةٍ
وبطاعةٍ للهِ عَــزَّ وجَلَّىَ
...
رمضانُ غَرْسٌ في يدِ الفلاَّحِ
ثَمَرٌ منْ الأعْنابِ والتّفَّاحِ
رمَضَانُ أستاذ ُالفضائلِ كُلِّهَ
ومَحَطَّة ٌ التَّغــيرِ للأرْوَاحِ
رمضانُ يَغرسُ في النُّفُوسِ مَبَادئً
ويُشِعُ بالأنوارِ والأفراحِ
ويُوزعُ النَّفَحَاتِ يَمْنَحُ عطره
من شاءَ منْ رَيْحَانهِ الفَوَّاحِ
روضُ الصِّيَام كأنما هو بَلْسَمٌ
رَتَقَ الْجِرَاحَ كمِبْضَعِ الجرَّاح
....
رمضانُ عنوانُ المودةِ والإخَا
وبهِ تَفيضُ موائدُ الإحْسَانِ
رمضانُ مَدْرسَة ٌ يُعَلِّمُنَا الوفا
والْبِرَّ بالأرْحَامِ والجِيرانِ
رمضانُ إشْبَاعِ الجِيَاعِ وحُبُّهمْ
لا قتلهمْ بمَرَارةِ الحِرمَانِ
فزِيَادَةَ الأسْعَارِ أضْحَتْ مَوْضَةً
بأوامر عُلياَ بلا عِنْوانِ
رمَضَانُ شهر تَحَرُّرٍ وتَعَبُّدٍ
وتَدَبُّرٍ لمعَانيَ القــرآنِ
...
رمَضَانُ ولتفتَ الضِّياءُ بَوَجْهِهِ
وأزالَ منْ نبض القلوبِ سُدُورا
وأضَاءَ بالقرآنِ قلبَ مُحمدٍ
ومُحَمَّدٌ أهْدَىَ البَرِيَةَ نُورَا
والنَّاسُ من وهَجِ الصِّيامِ كَواكباً
تَسْمُو و بالذِّكْرِ الحَكِيمِ بُدُورَا
تَتَزَاحمُ الصَّلاَوَاتُ في أرجَائِهِم
وتَفِيضُ في قلبِ المُحِبِّ سُرورا
فثِبوا إذا وثَبَ الصِّيامُ وكّبِّروا
فَرَحاً بِطَاعَة رَبِّكُمْ تَكْبِيرَا