الحمد لله رب العالمين
والعافية للمتقين
ولا عدوان إلا علي الظالمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له
،، لا ند له ولا ظهير له
سبحانه تفرد بالكمال والجلال
وبمطلق الجمال وتفرد بالكبرياء في
السماء والأرض ،
وتفرد بالعظمة الأذلية والأبدية وتفرد يالألوهية
فلا يعبد سواه
ولا بشرع لخلقه سواه إذاقضي
فلا راد لقضائه وإذاحكم
فلا معقب لحكمه
يقف الإنسان ببابه يلوذ بجنابه
فإذا نظر حوليه وجد نفسه مجردا ،،
مجردا من وسائل الخلاص
وأسباب النصر
{ أمن يجيب المضطر إذا دعاه
ويكشف السوء
ويجعلكم خلفاء الأرض أ إله مه الله }
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
وصفيه من خلقه
وحبيبه إمام المتقين
، وسيد المرسلين ورحمة الله للناس أجمعين
الأمي الذي علم المتعلمين
واليتيم الذي زرع الأمل في قلوب اليائسين
والفقير الذي قاد سفينة هذه البشرية
في محيط هذه الحياة
ألى أن يقوم الناس لرب العالمين
أما بعد
أيها ألأحباب
ما أجمل أن ألتقي
مع هذه الأيدي المتوضئة والوجوه المشرقة
والقلوب الصائمة والألسنة الرطبة بذكر الله
إن لله في أيام دهره نفحات
إلا فتعرضوا لها فإن الأزمان
تتفاضل كما تتفاضل الأمكنة
ومن هذه الأزمنة هذا الشهر
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القران
هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان }
فتعهدوه بالصيام والقيام
وقراءة القران
وسائر أنواع القرب والطاعات
أيها ألأحباب نلتقي سويا لنتحدث
عن معلم من معالم الأسوة الحسنة
الذى تتجلي
في رسول الله صلي الله عليه وسلم
يقول الله تعالي
{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره علي الدين كله
ولو كره الكافرون }
فرسول الله ضلي الله عليه وسلم
هو الذيتحقق فيه الكمال البشري
وأما من عداهفيؤخذ من فعله ويترك
ما منا إلا راد ومردود عليه
إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم ،
فيجب أن يكون طريق هدينا
من نبع النبي هذا المنبع الصافي
الذي لم تكدره الشوائب
ولم تؤثر عليه المعكرات
نأخذه غضا طريا كما أنزل
عن صحابة النبي عن النبي
عن حبريل عن رب العالمين
سندا صحيحا عاليا
لأن اله أرسل رسوله
وحال البشرية كما جاء في الحديث
إن الله نظر إلي أهل الأؤرض
فمقتهم عربهم وعجمهم
إلا بقايا من أهل الكتاب
كان الناس أحد رجلين
إما من أهل الكتاب الذين بداوا دينهم ،
وحرفوا الكلم عن مواضعه
ونسوا حظا مما ذكروا به
واشتروا بأيات الله ثمنا قليلا ،،،
وإما من العرب الذين أقبلوا
علي ما استحسنوه من
عباده الأصنام والأوثان وشرب الخمر
ووأد البنات وسفك الدماء
وإقامة الحروب لأتفه الأسباب
ـ كان هذا هوحال البشرية
قبل بعثة محمد صلي الله عليه وسلم ـــ
فهدى اله الناس ببركة
نبوة محمد صلي الله عليه وسلم
هداية فاقت معرفة العارفين
وجلت عن وصف الواصفين
يقول الإمام الشافعي رحمه الله
( فإنه لم تمس بنا نعمة ظهرت
ولا بطنت أو دفع بها عنا مكروه إلا
ورسول الله صلي الله عليه وسلم
الهادى إلي خيرها
والزائد عن شرها والمنبه
إلي الأسباب التى تورد
الهلكة ومواقع السوء
ثم قال فصل يالله عليه
كلما ذكره الذاكرون
وغفل عن ذكره الغافلون وصلي عليه
في الأولين والاخرين أفضل وأذكى
من صلى عليه من خلقه،
جاء رجل إلي الإمام مالك بن أنس
، إمام دار الهجره يسأله
عن موضع إحرام أهل المدينة فقال له :
تحرم من ذي الحليفة حيث
أحرم رسول الله صلي الله عليه وسلم ،
قال الرجل إني أريد أن أحرم
من مسجد النبي لتتسع المسافة
وأجد في ذلك أجرا كثيرا ،،
قال مالك إنها فتنة ،،
قال الرجل وأي فتنة
يا أبا عبد الله إنما هي أميال
أتزيدها بتغي فها الأجر والثواب ،
قال مالك إن الفتة أن تعمل عملا
تري أن رسول الله قد قصر فيه
إني سمعت الله يقول
{ فليحذر الذين يخالفون
عن أمره أن تصيبهم فتنة
أو يصيبهم عذاب أليم ؟}
وجاء ثلاثة نفر إلي بيوت
النبي صلي الله عليه وسلم
يسألون عن عبادته
فكأنهم تقالوها وقالوا هذارسول الله
قد غفر له من ذنبه وما تأخر ،،
فقال أحدهم
أنا أصوم الليل كله فلا أفطر ،،
وقال الثانى وأنا أقوم الليل كله
فلا أرقد وقال الثالث
وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج
فلما جاء النبي صل يالله عليه وسلم ،،
قال أنتم الذين قلتم كذا وكذا ،،
أما إني أتقاكم إلي الله
وأخشاكم إليه ولكنني
أصوم وأفطر وأقوم وأرقد
وأتزوج النساء
فمن رغب عن سنتي فليس مني
فكل عوامل التربية جمعت في
شخص رسول الله صلي الله عليه وسلم ،،
في العبادة يعبد الله
حتي تتورم قدماه من طول اليام
في الأخلاق خلقه القران
يرضي برضاه
ويسخط بسخطه في المعاملة ،،
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي
في الرحمة قمة في الرحمة
قال لرجل جملك يشكو
إلي كثرة الكلف وقلة العلف ـــ
إمرأة نذرت أن تذبح ناقتها
إذا بلغت بها رسول الله فما
وصلتها لرسول الله عزمت
علي ذبحها فقال لها النبي
بئس ما جزيتها ،،
رأى رجلا أضجع شاته
يريد ذبحا وأخذ يحد الشرة
وهى تنظر إليه فقال له النبي
أنزعت الرحمة من قلبك
هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ،
في التواضع قمة
في التواضع صلي الله عليه وسلم ،،
يعقل البعير ويعجن العجين
ويخصف النعل ويقم البيت
ويحلب الشاة ويذهب إلي السوق
ويشتري الشيء ولم يمنعه الحياء
أن يعلقه بطرف ثوبه ،
يسلم علي الصغير والكبير
والغني والفقير والأمة والعبد
هذا هو النبي صلي اله عليه وسلم
وعلي مائدة القران
ربي أصحابه وتخرج من تحت يديه
جيل فريد فذ لم يتكرر في أى
عصر من العصور
فعلينا أيها الأحباب أن نأخذ من
هدى رسول الله صلي اله عليه وسلم
وأن نأخذ من القران
واقع عمليا علي الأرض
لا تقف عند تلاوة الأيات
فقط بل نجعلها واقعا عمليا نعيشه
في حياتنات وفي واقعنا الذي نعيشه ،
عبد الله بن عمر يقول
ما كنا نتجاوز العشر من الأيات
حتي نتعلم ما جاء فيها
من علم وعمل فتعلمنا العلم
والعمل جميعا
كان أحدنا يؤتي الغيمان
قبل القران فتنزل السورة فيتعلم
حلالها وحرامها زواجرها وأوامرها
فيقف عندما يقف عنده
نحن نري اليوم أقواما
يحفطون القران من فاتحة الكتاب
إلي الناس ينثرونه نثر القن كالتبر الردئ
يقرؤنه ولا يعملون به
ولا يتجاوز حناجرهم
أكبر ما يواجهه المجتمع اليوم
الانفصال بين
القول والعمل والحديث والسلوك
إذل قاموا للقول قالوا
فأحسنوا ولكن القول خالفه الفعل
وذموا لنا الدنيا
وهم يرضعونها أفاويط حتي
مايبر لها فعل
لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا
عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
يؤتي بالرجل يوم القيامة تقع أقابه
تخرج أمعاؤه يدور في النار
كما يدور الحمار برحاه
يقبل عليه أهل النار يقولون له يافلان
أما كنت تأمرنا بالمعروف
أما كنت تنهانا عن المنكر
فيقول كنت أمركم بالمعروف
ولا اتيه وكنت أنهاكم عن المنكر واتيه
الأنفصال بين القول والعمل
والحديث والسلوك حقيقة كلية
غابت في مجتمع اليوم
فلا طريق لنا ولا نجاة لنا
إلا في الالتزام بسنة رسول الله
والعمل بما في كتاب الله
وجعله واقعا نعيشه في منحى
من مناحى الحياة
أسأل الله تعالي أن ينفعنا بما علمنا
وأن يعلمنا ما ينفعنا
وأن يرزقنا الأخلاص
في القول والعمل
اللهم تقبل منا
صلاتنا وصيامنا وقيامنا وذكاتنا
اللهم امين
وصلي الله علي محمد
وعلي اله وصحبه أجمعين
أخوكم
المرشدى