بعد عاصفة الأمس
استيقضت فجراً
وكما إعتدنا ذهبت إليها
أردت الاطمئنان عليها بعد عاصفة الأمس
لكني صعقت بما شاهدت
لقد انحنت هذه المرة اعلنت استسلامها وانحنت
لم تكن ضعيفة أبداً
فلماذا هذه المرة ضعفت وانهزمت أمام العاصفة
كانت تتمايل مع الرياح يمنة ويسرة
كانت تتلاعب بها وتسخر منها فهي رشيقة
مرنة لا تهزمها العواصف ولا تثني ظهرها الرياح
فلماذا اليوم انهزمت
ولماذا هذه المرة سمحت أن ينحني ظهرها لرياح كتلك التي بالأمس
إقتربت منها لعلي أجد جواباً على اسئلتي
لعلها تجيب حيرتي
تلمست جذعها المنحني
وصلت يدي الى اوراقها المتدلية
والتى كانت بالامس فقط شامخة
ذرفت دموعي حزناً على ضعفها البادي عليها
وسألتها بحيرة لماذا ياصديقتي هذا الضعف
لماذا لم تقاومي الرياح كما عهدتك
كانت صامتة
كانت ساكنة
كانت هادئة هدوء الاموات
ولازلت أسألها لماذا لماذا ؟؟
وبعد أن يأست تماما من اجابتها
اشرقت الشمس وسطع ضوءها في السماء
لأجد صديقتي تظلني والشمس في كبد السماء
حينها علمت أنها وإن انحنت فلازالت قادرة على العطاء
كانت سابقا شامخت قوية لاظل لها عند الظهيرة
أما الان ورغم أنها استسلمت أمام الرياح العاتيه فقد اصبحت هرمة
الا أنها استطاعت ان تصبح ذات ظل
في وقت لا يكون بمقدور اي شجرة يانعة منحي ظلاً
نعم هي تلك الصديقة
شجرة حديقتي التي اهتمت بي طفلا وشابا
حولها لعبت وعلى اغصانها تأرجحت
والان اجلس تحت ظلها رغم انحناء جذعها الذي قاوم طويلاً
تعلمت منها درساً جديداً أن الطيب يعطي
حتى لو انكسر
ان الكريم يعطي حتى لو افتقر
أن الصادق يعطي حتى لو كثر الكاذبون حوله
أن الوفي يبقى وفياً حتى لو غدر به الجميع
ابتسمت لها ابتسامة شكرٍ على هذا الدرس الذي علمته لي بضعفها
عدت الى بيتي بيقين تام أن الجميع لديهم القدرة على العطاء
على النجاح مهما كانت الظروف قاسية
مهما عصفت بهم الريح
حتى لو اجبرتهم على الانحناء
لكن لنجعل من كل ضعف قوة مختلفة
وفرصة للعطاء بطريقة اخرى